كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 3)

وَفِيه تجدّد بِدِمَشْق ثَلَاثَة جَوَامِع بظاهرها: وَهِي جَامع الْأَمِير تنكز والأمير كريم الدّين وجامع شمس الدّين غبريال بن سعد. وَفِيه غرقت مركب فِي بَحر الْملح وَهِي متوجهة إِلَى الْيمن وَكَانَ فِيهَا لكريم الدّين متجر. بمبلغ مائَة ألف دِينَار سوى مَا لغيره فَلم يسلم مِنْهَا سوى سَبْعَة أنفس وغرق الْجَمِيع. وَفِيه وَقعت الْفِتْنَة بَين الْمغل فَقتل فِيهَا نَحْو الثَّلَاثِينَ أَمِيرا سوى الأجناد والأتابك وَقتل من الخواتين سبع نسْوَة مَعَ عَالم عَظِيم وانتصر أَبُو سعيد. فسر السُّلْطَان بذلك لما فِيهِ من وُقُوع الوهن فِي الْمغل. وفيهَا قبض على الْأَمِير بدر الدّين ميزامير ابْن الْأَمِير نور الدّين صَاحب ملطية من أَنه كتب إِلَى جوبان الْقَائِم بدولة أبي سعيد بن خربندا بالأردو أَن يَطْلُبهُ من السُّلْطَان. وَقبض أَيْضا على وَفِيه حبس شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين أَحْمد بن تَيْمِية بِسَبَب مَسْأَلَة الطَّلَاق وَكَانَ ذَلِك بسعي قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين بن الحريري الْحَنَفِيّ عَلَيْهِ وإغرائه السُّلْطَان بِهِ. وَفِيه أنعم على الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الدوادار المنصوري بإقطاع مغلطاي ابْن أَمِير مجْلِس بإمرة ثَمَانِينَ فَارِسًا وخلع عَلَيْهِ وَجلسَ رَأس الميسرة وَنقل مغلطاي إِلَى الشَّام.

الصفحة 6