كتاب منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)
بسم الله الرحمن الرحيم
" كتاب الزكاة "
الزكاة لغة: كما قال الراغب (¬1): النمو الحاصل عنِ بركة الله تعالى، يقال زكا الزرع إذا حصل فيه نمو وبركة. وتطلق أيضاً على الطهارة، وزكاة النفس: تطهيرها، وتنسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في قوله تعالى: (وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) لكونه تسبب في تطهير نفوسهم، وتنمية أموالهم بما شرعه لهم من الزكاة المفروضة. والزكاة شرعاً: اسم لما يخرجه الإنسان من حق (¬2) مالي لله تعالى في زمن مخصوص على وجه مخصوص. وسميت زكاةً لما فيها من رجاء البركة، وتزكية النفس، وتطهيرها من الآثام، والأمراض النفسية من شح وبخل وشره.
شرعت في السنة الثانية من الهجرة. بعد زكاة الفطر. وهي خمسة أنواع: زكاة الحرث، وزكاة النقد، وزكاة الماشية، وزكاة التجارة، وزكاة الفطر.
والحكمة فيها: تطهير النفس، والتسامي بها، وتحريرها من الشحِ، وتمكينها من السيطرة على غريزة الحرص والشح الموجودة في البشر جميعاً. ومن ثَمَّ كان أفضل الصدقة ما يخرجه العبد أثناء صحته، عندما تكون هذه الغريزة في أقوى عنفوانها وسلطانها، كما يشير إليه قوله - صلى الله عليه وسلم - عندما سئل أي الصدقة أعظم أجراً؟ فقال: " أن تَصَّدَّق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى " أخرجه الشيخان والنسائي، أي إن أفضل الصدقة ما كافح به الإِنسان
¬__________
(¬1) " مفردات القرآن " للراغب.
(¬2) " فقه السنة " لسيد سابق.
الصفحة 3
404