كتاب التدوين في أخبار قزوين (اسم الجزء: 3)

الحسنتين فإذا أتاك كتابي جعلت فداك وأمكنه أن لا تضعه من يدك حتى تسير إلى باب أمير المؤمنين الذي يراك شريكا في أمره وشقيقا في نسبه وأولى الناس بما تحت يده فعلت مَا بخيرة اللَّه محفوفا وبملائكته محفوظا وبكلائته محروسا وأن اللَّه كفيل لك بكل مَا يجمع حسن العائذة عليك وصلاح الأمة وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل والسلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته وكتبت بخطي.
لما جعل المأمون العهد إلى الرضى كتب:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وصلاته على نبيه محمد في الأولين والآخرين وآله الطيبين أقول وأنا علي بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين أن أمير المؤمنين عضده اللَّه بالسداد ووفقه للرشاد عرف من حقنا مَا جهله غيره فوصل أرحاما قطعت وآمن أنفسنا فزعت بل أحياها وقد تلفت وأغناها إذا صفرت مبتغيا رضا رب العالمين لا يريد جزاء إلا من عنده وسيجزي اللَّه الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين.
أنه جعل إلي عهده والامرءة الكبرى إن بقيت بعده ممن حل عقدة أمر اللَّه بشدها وفصم عروة أحب اللَّه إثباتها فقد أباح حريمه وأحل محرمه إذ كان بذلك زاريا على الإمام منتهكا حرمة الإسلام وقد جعلت لله على نفسي أن أسترعاني أمر المسلمين وقلدني خلافته العمل فيهم بطاعته وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

الصفحة 426