كتاب تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (اسم الجزء: 3)

مصدر مضاف إلى فاعله؛ و {الناس} مفعول به؛ و {بعضهم} بدل منه؛ و {ببعض} متعلق بـ {دفع}؛ وخبر المبتدأ محذوف تقديره: موجود؛ يعني: لولا أن دفع الله الناس بعضهم ببعض موجود لفسدت الأرض.

وقوله تعالى: {لفسدت الأرض} جواب «لولا»؛ و «الفساد» ضد «الصلاح»؛ ومن أنواعه ما ذكره الله تعالى بقوله: {لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً} [الحج: ٤٠].

قوله تعالى: {ولكن الله ذو فضل على العالمين} أي صاحب فضل؛ و «الفضل» هو العطاء الزائد الواسع الكثير؛ {على العالمين} أي جميع الخلق؛ وسموا عالماً؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية: أن مَنْ صَدَق اللجوء إلى الله، وأحسن الظن به أجاب الله دعاءه.
٢ - ومنها: أنه يجب على المرء إذا اشتدت به الأمور أن يرجع إلى الله عزّ وجلّ.

٣ - ومنها: إضافة الحوادث إلى الله عزّ وجلّ - وإن كان من فعل الإنسان؛ لقوله تعالى: {فهزموهم}: هذا فعلهم - لكن {بإذن الله}؛ فالله هو الذي أذن بانتصار هؤلاء، وخذلان هؤلاء.

٤ - ومنها: شجاعة داود - عليه الصلاة والسلام -، حيث قتل جالوت حين برز لهم؛ والشجاعة عند المبارزة لها أهمية عظيمة؛ لأنه إذا قُتِل المبارِز أمام جنده فلا شك أنه سيجعل في قلوبهم الوهن، والرعب؛ ويجوز في هذه الحال أن يخدع الإنسان من

الصفحة 231