كتاب تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (اسم الجزء: 3)

الكفار استمروا على كفرهم، ورخصت عليهم رقابهم، ونفوسهم في نصرة الطاغوت؛ وقاتلوا المؤمنين أولياء الله عزّ وجلّ؛ كل ذلك من أجل العناد، والاستكبار؛ و {البينات} أي الآيات البينات؛ وهو الوحي الذي جاءت به الرسل، وغيره من الآيات الدالة على رسالتهم.

قوله تعالى: {ولكن اختلفوا} أي الذين جاءتهم البينات؛ ثم بيّن كيفية اختلافهم فقال تعالى: {فمنهم من آمن ومنهم من كفر} وقوله تعالى: {ولكن اختلفوا} معطوف على قوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتل الذين ... }.
قوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتلوا} هذه الجملة توكيد لما سبق؛ يعني لو شاء الله ألا يقتتلوا ما اقتتلوا؛ وعلى هذا فالمفعول هنا كما سبق.

قوله تعالى: {ولكن الله يفعل ما يريد}؛ هذا استدراك على قوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتلوا} ليبين أن ما وقع من الاختلاف والاقتتال كان بإرادته؛ والإرادة في قوله تعالى: {ما يريد} كونية.

تنبيه:

قوله تعالى: {ولكن اختلفوا} بعد قوله عزّ وجلّ: {ولو شاء الله ما اقتتلوا} بيان لسبب الاقتتال الواقع منهم؛ وقوله تعالى في الجملة الثانية: {ولكن الله يفعل ما يريد} بيان لكونه بإرادته كقوله تعالى: {ولكن الله يفعل ما يشاء}.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية: أن الرسل عليهم السلام يتفاضلون؛ لقوله تعالى: {فضلنا بعضهم على بعض}.

الصفحة 238