كتاب تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (اسم الجزء: 3)
وهذا كثيراً ما يقع: إذا أذنب الإنسان عرف قدر نفسه، وأنه محتاج إلى الله، ورجع إلى الله، وأحس بالخطيئة، وأكثر من الاستغفار، وصار مقامه بعد الذنب أعلى من مقامه قبل الذنب.
١٣ - ومن فوائد الآية: تواضع المؤمنين، حيث قالوا: {سمعنا وأطعنا}، ثم سألوا المغفرة خشية التقصير.
١٤ - ومنها: إثبات أن المصير إلى الله عز وجل في كل شيء؛ لقوله تعالى: {وإليك المصير}؛ وقد سبق في التفسير أن المراد بذلك المصير إلى الله في الآخرة، والمصير إلى الله في الدنيا أيضاً؛ فهو الذي يحكم بين الناس في الدنيا والآخرة - كما قال تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} [الشورى: ١٠]: هذا في الدنيا؛ والآخرة: كما قال تعالى: {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم} [الممتحنة: ٣]، وقال تعالى: {فالله يحكم بينكم يوم القيامة} [النساء: ١٤١].