كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 3)

134
ابن الرومي ...
للأستاذ حسين قاضي مدير احصاء النفوس بالرياض:
عبقري اضناه ميل الجدود فرأى الامن في زوايا اللحود
عاش في الكون مفرداً يتغنى بين بأس العنا ورأس الجحود
وأتى للزمان بالخالص الصفو فلم يرع فيه حق الجهود
وشذا في فم الليالي بجرس خافق الوقع بارع التجديد
فدعته ولم توف له عهداً فأمسى يئن بين القيود
وابتلاه الزمان بالساخط الزارى وبالمبغض اللئيم الحسود
فبكى حظه الكئيب وابكى مقلة الدهر، في الليالي السود
ذلك المبدع الكثير المعاني لم ينل غير جفوة وخمود
وهو الالمعي من جدد الشعر واهدي للشعر كأس الخلود
وهو العبقري من جود الوصف فأبدى للناس حسن الوجود
وكأن الذي يقول من الوصف مثال مجسم للشهود
زاده الفن روعة وجلالا ما عليه زيادة المستزيد
ذلك الشعر لا الذي دونته كف ذي عجمة بعي الوليد
ذلك الشعر فاض روحاً وبعثاً فهو دنيا من السنا والنشيد
نظر ثاقب بعيد المعاني في إهاب منمق مرصود
ويحه شاعراً جفته اليالي وتدانت لجاهل وبليد
ورمته باسهم جندلته فمضى مفرداً بفن فريد
عيروه بالروم ماذا عليه من مقال الملوع المنكود!!
كل ارض للعبقرية دار ما على عبقرية من حدود
إن جفاه الانام في عصره الذا وي فقد عاد بيننا من جديد
وسمعنا من فنه العذب لحناً عبقرياً - كمدحه الفريد
والفتى العبقري إن لفه الموت فسلواه - ومضة للخلود

الرياض - حسين أبو بكر قاضي

الصفحة 134