كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 3)

149
وبعد أن ارتحنا قلت للشيخ الربيع "يا له يا شيخ إلى امير الليث" توجهنا إلى أمير الليث وهناك وبعد أن أكرمنا الرجل وجدنا أيضاً احد تجار مدينة جدة واسمه أحمد باكوار - كان مختصاً بنقل "الندوة" بين جدة وجيزان بواسطة سيارات كبيرة وطلبنا منه ايصالنا إلى جدة فرحب بنا وركبنا في (اللوري) وتحولنا إلى أشباح بيضاء من تأثير النورة.
ومن جدة إلى مكة لمراجعة مديرية المعارف لصرف رواتبنا السابقة وابلغونا بمراجعة مديرية المعارف بالطائف.
ولا أملك سوى مبلغ 6 ريالات دفعها لي أحد الاقارب في جدة ويعمل في "الاسعاف" الهلال الاحمر، وهو إبراهيم أبو شوشة.
ذهبت ومعي الشيخ الربيع وسنه انذاك سبعون سنة وسمعنا احد الاشخاص ينادي "الطائف" النفر سنة ريال ونحن اثنان.
قلت للشيخ الربيع رحمه الله - أريد منك ان لا تتكلم ابداً".
ركبنا الاتوبيس دون ان يلاحظنا السمسار وعند التحرك بدأ السائق بمحاسبة السمسار وعندما وصلوا إلي طلبوا الاجرة فقلت سبحان الله كيف نصعد إلى السيارة دون ان ندفع فتركونا.
وصلنا إلى الطائف قبل رمضان بيومين واصر الشيخ على العودة فاعطيته ريال وهو اجرة النزول إلى مكة بعد ان تسحرنا باخر قرش معنا اتجهت إلى الشيخ محمد شطا وهو المسئول عن المعارف وبعد أخذ ورد ذهب معي الفراش لمحاسبة قيمة نومي في القهوة وأخذوني إلى احدى المدارس بعد صلاة الظهر وانا صائم وقبل الافطار جاءني الفراش بوجبة الافطار - وبعد ثلاثة ايام اردت العودة إلى المدينة - تسلمت ثلاثين ريالاً واتجهت إلى سيارات البريد ونزلت إلى مكة ابحث عن الشيخ الربيع فوجدته نائماً في المسعى ومنها اتجهنا إلى المدينة.
"من رابغ إلى الطائف":
عندما رفضت العودة إلى القنفذة طوي قيدي وعينت مدرساً من جديد في مدينة رابغ ومنها طلبت نقلي إلى الطائف وتم تعييني هناك مدرساً في عام 1367هـ.
طلبت من مدير المدرسة فتح مدرسة لمحو الامية بمبنى المدرسة ليلاً رفض مدير المدرسة فاضطررت إلى فتح هذه المدرسة في منزلي ويساعدني الأستاذ حسن ألطف ونأخذ على الدارس خمسة ريالات زاد عدد الطلبة فاستأجرت مع بعض المدرسين المتعاونين معي مبنى اكبر ونظراً لبعض الصعوبات خاطبت الشيخ محمد بن مانع مدير المعارف العام وشرحت له الوضع فارسل بدوره إلى معتمد المعارف في الطائف عبد الله بغدادي - فزارني في منزلي "المدرسة" واقمنا حفلة منظمة - بدأت بالقرآن الكريم وبعض القصائد - وبعد ذلك جاءني من مديرية المعارف خطابات شكر.

الصفحة 149