235…
لترك العمل فقال لي هناك وظيفة في المحكمة بدلا عني - فقلت له "المحكمة" يا رجل عند المشائخ - فأخذوني إلى الشيخ محمد نور كتبي رحمه الله الذي يعرف بأنني حسن الخط فأخذني إلى الشيخ عبد الله الزاحم وقال له هذا الموظف بديلاً عن ابني عبد الرزاق فوافق الشيخ عبدد الله وقال جربوه في نسخ احد الصكوك - وبعد نسخ إحداها تعجب الشيخ عبد الله من حسن خطي وامر بتعيني في السجلات عند الشيخ جعفر برزنجي رحمه الله رغم مطالبة الشيخ محمد نور بان اكون تابعاً له.
تعينت بمسى وظيفة ملازم براتب ستون ريالا شهرياً وامضيت في العمل ثلاثة اشهر ولم اتسلم ريالا واحدا فهربت من المحكمة - واعادني الشيخ عبدالله الزاحم عن طريق الشرطة وافهمته بالوضع فوعدني خيرا وعينني عند الشيخ محمد نور كتبي معاون كاتب ضبط وكان كاتب الضبط السيد عبد الهادي برزنجي وتدرجت بعملي في المحكمة حتى تسلمت وظيفة كاتب ضبط براتب 400 ريال.
"من الساحة إلى باب السلام"
بدأ عملي في المحكمة في مبناها الواقع في شارع الساحة وتم انتقالها إلى باب السلام فتقاعد الشيخ محمد نور كتبي وتولا بدلا عنه الشيخ عبد القادر الجزائري الذي قدم من العلا بامر الامير سعود عندما كان وليا للعهد - وكان رئيس المحكمة في هذه الفترة الشيخ عبد العزيز بن صالح الذي سأل الشيخ عبد القادر من يختار من كتاب الضبط فقال له عبد الكريم ساعد:
وفعلا التحقت بالعمل بمكتب الشيخ الجزائري في عام 1373 هـ واستمريت عنده حتى عام 1388هـ ولمدة خمس عشرة سنة وفي هذا العام احيل الشي الجزائري على التقاعد وتعين بدلا عنه الشيخ عطية محمد سالم واستمريت مع الشيخ عطية واول عمل قمت به معه اثبات وراثة باسم حسن عطية ومكان هذا الرجل رحمه الله عند مدخل شارع العينية - وبعد اتمام شبك الوراثة طلبت من الشيخ عطية ختمه فقال ليس عندي ختم باسمي - فاخذته إلى شارع العينية لرجل مختص بعمل الاختام وصنع خاتما موجودا بيد الشيخ حتى اليوم.
وفي عام 1394هـ بدأت العمل بمكتب الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله هذا الرجل ومن باب العرفان بالجميل من القلائل الذي يديرون القضاء فقد لازمته بالعمل خمسة عشر عاما وهو رجل صاحب هيبة وهذه الهيبة في مكانها فهو كما وصفه الشيخ عبد الكريم بالعامية "يملي الكرسي الي هو فيه".
فالشيخ عبد العزيز رغم كثرة المشاكل في الانهاءات - الخلع - الجنائيات - تجده متماسكاً ومستوعباً ويصدر حكمه بكل ثقة - كما يتميز بالذكاء الحاد وسرعة البديهة -…