258…
"ذكريات أيام من الكتاب"
هي بعض الممارسات الطبيعية واللطيفة التي يمارسها عريف الكتاب - فشيخنا يغفر الله له وبعد أن امن اخرين يراقبان ويستمعان ويوجهان الصبيان - كان يتخذ من الكتاب مكانا لتناول وجبة الفطور ولنومه (تعسيلة) الضحى بتنظيم دقيق وفي مواعيد يومية محددة فيبدأ يومه بارسال احد الصبية لشراء "التميز" وبعض الجبن والحلوى ويبدأ في الاكل امام الصبيان وكلهم ناصبو أعينهم يرمقون شيخهم بنظرات قد يكون فيها حقد على شيخهم الاكول.
وصبي اخر يمد له الفراش "مرتبة ومخدة" ويقوم الشيخ بفسخ ثوبه ويعلقه بمسار بالجدار وينام محفوفا بالرعاية والوقار وعلى أصوات الصبيان وهم يرددون ما في الواحهم من آيات قرآنية وكأنهم يحصنون بها شيخهم من كل سوء:
ويصحو الشيخ منزعجا عندما تقف اصوات التلاميذ، اما في فصل الصيف يقوم واحد أو اثنان من الصبية بتحريك الهواء امام جسم الشيخ بمروحة خسف يدوية وآخر يقوم "بتكبيس" قدمي الشيخ وساقيه وعندما يصحو يقدم له اخر طستا وإبريقا لوضوء الشيخ استعدادا لصلاة الظهر رحم الله شيوخنا وغفر لهم.
…