كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 3)

45…
لقد ضحى العياشي رحمه الله بوقته وماله في سبيل اثبات المعالم التاريخية حتى أنني عرفت أن مسودات مؤلفاته كانت مخبأة في احدى مقاهي آبار علي داخل كرتون وجدت هناك بعد وفاته، فذاك المقهى كان مجلسه لمراجعة أوراقه رحمه الله (1) ولعل الكثيرين يعرفون جهود العياشي ويثنون عليه ويدعون له بالرحمة والمغفرة.
فكتابه "المدينة بين الماضي والحاضر" يشعرك بالجهد والمشقة ودقة المعلومات عن كل أثر تاريخي داخل المدينة - انتهى.
بعد عودته من مدينة الخرج عين مديراً للمدرسة الفيصلية بباب العوالي وخلال عمله كان العياشي باحثاً تاريخياً نشطاً يشاهده اهل المدينة في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ماشياً على قدميه يدون كل ما عثر عليه واستجد حول أثار المدينة ومواقعها التاريخية ولذا فقد ادرك اهتمامه الأستاذ عبد العزيز الربيع رحمه الله فرشحه على وظيفة خبير للآثار حيث كانت إدارة التعليم بالمدينة هي الادارة المكلفة بالاشراف على الآثار وحمايتها.
لم تقنعه الوظيفة او تحد من تأملاته وبحثه فكان هدفه رحمه الله تحديد المدينة بالبراهين والأدلة المشاهدة وإثباتها كما كان يهدف إلى تحديد الحرم النبوي الشريف ومواقع الغزوات ونجح العياشي في تسجيل جميع مشاهداته في كتاب المدينة بين الماضي والحاضر موثقاً معلوماته بصور لعدد من المواقع والأطام وخريطة توضح حدود المدينة المنورة وحرمها.
وكان للدورالكبير الذي قام به الأستاذ عبد العزيز الربيع مدير التعليم بالمدينة رحمه الله أثر واضح في تحرك العياشي في دائرة بحث اكبر حيث أمنت له سيارة خاصة لبحث اشمل عن آثار المدينة المنورة.
وحتى يتمكن العياشي من ايصال ما وصل إليه من الاهتمام التاريخي لأثار المدينة بدا في المشاركة بحلقات تليفزيونية يوضح من خلالها أثار المدينة ومواقعها والحفاظ عليها، كما أكد ذلك مرات عديدة من خلال محاضراته بالنادي الادبي بالمدينة.
ومن حصيلة العياشي التاريخية خلال سنوات بحثه العديدة عدة مؤلفات:
(1) المدينة بين الماضي والحاضر
(5) غزوة أحد
(2) غزوة بدر
(6) غزوة الخندق
(3) الحجرة النبوية الشريفة
(7) غزوة تبوك
(4) مبضع الجراح
(8) الهجرة النبوية…
__________
(1) ذكر هذا الشيخ/ عبد القادر إبراهيم سمان

الصفحة 45