كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 3)

7…
تقديم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد المؤيد بالمعجزات، وعلى آله وصحبه أنوار الهداية ومنائر الخروج من الظلمات.
وبعد:
فقد ظهر الجزء الأول من كتاب "طيبة وذكريات الأحبة" وقد قدمت له آنذاك واعتبرته في تلك المقدمة ضربا من ضروب الوفاء لمن أخطأهم الوفاء، ولا زلت اعتبر ذلك، ولقد قابلت ردود فعل بعد انتشار الكتاب بين القراء وهي ردود متوقعة تكاد تكون ظاهرة عامة لدى قرائنا، وهي إن قراءاتهم في أي كتاب منتقاة لما يستجلبه محابهم، وهذا الاتجاه لا بأس به، فليس علينا أن نلزم القارئ بأن يأتي على كل كتاب يشتريه من أوله إلى آخره، ولكن الذي يخل بمنهج الانتقاء في القراءة، أن مقدمة الكتاب غالباً مهملة، ولا يلتفت إليها إلا القليل من القراء، مع أن الكتاب قد يكون موجزه في مقدمته، ومنهج الكاتب ونهجه انما يكون موضحاً في المقدمة، والعقبات التي مرت على الكاتب والملحظات التي يريد أن يلفت النظر إليها لا تكون إلا في المقدمة، فعدم الاطلاع على مقدمة الكتاب يجعل القارئ في قراءته الانتقائية يستنكر على الكاتب أشياء وينتقد في كتابه أمورا هي ليست موضع نقد ولا مكان استنكار.
فأنا في تقديمي هذا أحيل القارئ إلى مقدمة الجزء الأول وإلى مقدمة المؤلف وأضيف إليها هذه المقدمة التي سطرتها، وأنا لا أقصد من هذا التنبيه أن أوهن عزم القارئ عن النقد وأبعده عن نشر انطباعاته، ولكن على العكس أقصد بهذه الإحالة أن يكون لها ثمرة عزيزة وهي تزويد المؤلف بكل الملحظات المبنية على القراءة المتروية والتي تؤدي إلى فائدة اكبر وعمل أنجح.
وأسأل الله أن يجعل التوفيق حليف الجميع، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبيد الله محمد أمين كردي…

الصفحة 7