كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 3)

83…
اقسى سنوات حياتي
عام 1360هـ هو بداية مواجهتي للحياة وتعبها وشقائها ففي هذا العام توفى والدي فاصبحت العائل الوحيد لاسرة مكونة من والدتي واخوتي - أصبحت شارد الذهن وفوضت امرى إلى الله ولازمت المسجد النبوي الشريف اقرأ القرآن وأدعو الله بأن يفرج عني ما أحمله من هموم.
وجاء الفرج
في أحد الأيام ما بين صلاة المغرب والعشاء جلس امامي رجل يحمل في كلماته بشارة زوال الهم والكدر هذا الرجل هو الشريف حسن طاهر صديق والدي وعمي - وعلى علم بما حدث لي - فقال لي - الله معك فلا تهتم سأكتب لك خطابا لشخص يعرف والدك ويعمل مشرفا على مصلحة الطرق ومقره في مكة المكرمة - هل تسافر اليه - وقفت فرحا واسرعت إلى والدتي التي رفضت فكرة السفر في بادئ الأمر ولكنها تحت اصراري تراجعت ورفعت أكفها إلى الله تطلب لي التوفيق.
بداية الرحلة
في صباح اليوم التالي ذهبت إلى المسجد النبوي وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وصليت ركعتين بنية التوفيق - ثم ودعت والدتي واخوتي واتجهت إلى مقر البريد ودفعت مبلغ خمسة ريالات أجرة ركوبي باحدى سيارات البريد المتجهة إلى مكة المكرمة.
وبعد ثلاثة أيام وصلت مكة التي لا أعرف فيها قريباً أو بعيداً فكان اتجاهي إلى الحرم المكي أثناء صلاة الظهر وبعد أداء الشعائر - اتجهت ابحث عن طعام فوجدت ما أبحث عنه من الاطعمة المتواضعة في "سوق الليل" عدت مرة اخرى إلى الحرم ومكثت ليلتي فيه حتى الصباح.
17 محرم من عام 1362هـ
هذا التاريخ لا أنساه أبدا فهو اليوم الذي قابلت فيه مدير مصلحة الطرق المهندس بكرى آدم وسجل اسمي موظفا على وظيفة "ملازم" براتب 37.
50 ريال، في هذه اللحظة احسست ان حملا ثقيلا ازيح عن كاهلي، أرسلني المهندس بكر على قسم المحاسبة برئاسة السيد عبد القادر ر ضوان ويساعده على الحناوي:
وتم توجيهي فغادرت مكة إلى مركز الشميسي لاستلام عملي تحت ادارة الشيخ عبد العزيز الصانع رحمه الله.
وفي أول يوم من شهر رجب من نفس العام انتقلت إلى العمل بمركز اخر يبعد عن مكة 15…

الصفحة 83