كتاب تذكرة الحفاظ = طبقات الحفاظ للذهبي (اسم الجزء: 3)

أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنا عبد الصمد بن محمد حضورًا أنا علي بن المسلم أنا ابن طلاب أنا ابن جميع الغساني نا محمد بن داود ببغداد أنا محمد بن عمرو بن النضر ومحمد بن موسى قالا: نا يحيى بن يحيى التميمي نا عباد بن كثير عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسول الله, صلى الله عليه وآله وسلم: "إن طلب كسب الحلال فريضة بعد الفريضة". عباد واه.
869- 21/12- أبو علي الحافظ الإمام محدث الإسلام الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري أحد جهابذة الحديث: قال أبو عبد الله الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف، سمع إبراهيم بن أبي طالب وعلي بن الحسين وعبد الله بن شيرويه وجعفر بن أحمد الحافظ والحسين بن إدريس ومحمد بن عبد الرحمن السامي والحسن بن سفيان ومحمد بن جعفر الكوفي القتات وأبا خليفة الجمحي ومحمد بن نصير مسند أصبهان والحسن بن الفرج الغزي صاحب يحيى بن بكير، وعمران بن موسى بن مجاشع وأبا عبد الرحمن النسائي وأبا يعلى الموصلي وعبدان الأهوازي وخلائق من طبقتهم بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر والجزيرة والجبال.
مولده سنة سبع وسبعين ومائتين وأول سماعه كان في سنة أربع وتسعين وكان في حداثته يشتغل بالصناعة فنصحه بعض العلماء وأشار عليه بطلب العلم لما شاهد من ذكائه. وعن أبي علي قال: دخلت إلى هراة في سنة خمس وتسعين وحضرت أبا خليفة وهو يهدد وكيلا له ويقول: تعود يا لكع؟ فيقول: لا، أصلحك الله؛ فقال: بل أنت لا أصلحك الله، قم عني. قال الحاكم: كنت أرى أبا علي معجبًا بأبي يعلى الموصلي وبإتقانه، قال: كان لا يخفى عليه من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله باستماع كتب القاضي أبي يوسف من بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة أبا الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب.
قال الحاكم: كان أبو علي باقعة في الحفظ لا يطاق مذاكرته ولا يفي بمذاكرته أحد من حفاظنا، خرج إلى بغداد ثانيًا في سنة عشر وقد صنف وجمع فأقام ببغداد وما بها أحد أحفظ منه إلا أن يكون أبو بكر الجعابي فإني سمعت أبا علي يقول: ما رأيت ببغداد أحفظ منه وسمعت الحافظ أبا على يقول: كتب عني أبو محمد بن صاعد غير حديث في المذاكرة، وكتب عني ابن جوصا جملة. قلت: وحدث عنه أبو بكر أحمد بن إسحاق
__________
869- تاريخ بغداد: 8/ 71، 72. طبقات الحفاظ: 368، 369. شذرات الذهب: 2/ 380. البداية والنهاية: 11/ 236. النجوم الزاهرة: 3/ 324.

الصفحة 79