كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 3)
وفي البخاري من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر -وهو بكسر الميم وسكون الغين المعجمة وفتح الفاء: زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس، وفي الحكم: هو ما يجعل من فضل درع الحديد الرأس مثل القلنسوة- فلما نزعه جاء رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال: "اقتلوه".
وفي حديث سعيد بن يربوع.
__________
أخبر عليه السلام.
وروى الطبراني عن أبي سعيد الخدري، قال صلى الله عليه وسلم يوم الفتح: "هذا ما وعدني ربي"، ثم قرأ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} .
"وفي البخاري" في الحج، والجهاد والمغازي، واللباس، ومسلم، والسنن الأربعة كلهم. "من حديث" مالك عن ابن شهاب عن "أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح، وعلى رأسه المغفر" وفي رواية عن مالك خارج الموطأ: مغفر من حديد.
رواه الدارقطني من رواية عشرة عن مالك كذلك، وفي بعضها أنه قال: "من رأى منكم ابن خطل فليقتله". وفي بعضها: كان يهجوه بالشعر "وهو بكسر الميم وسكون الغين المعجمة" وفتح الفاء بعدها "راء "زرد ينسج من" زرد "الدروع" المتصل بها جمع درع وهو ما يلبس من الحديد، كالثوب "على قدر الرأس وفي الحكم" لابن سيده "وهو ما يجعل من فضل" زيادة "درع الحديد" المتصل به "على الرأس مثل القلنسوة" والعبارتان بمعنى وإنما أتى بعبارة المحكم لزيادته فيها على الرأس لأن قوله في الأولى على قدر لا يلزم منه كونها عليه وأما مثل القلنسوة، فمفاد قول الأولى على قدره زاد المصنف في الحج أو رفرف البيضة، أو ما غطى الرأس من السلاح، كالبيضة "فلما نزعه جاء رجل" قال الحافظ: لم يسم، وتبعه المصنف في المغازي، وقال في الحج: هو أبو برزة الأسلمي كما جزم به الفاكهاني في شرح العمدة، والكرماني.
قال البراوي: وكذا ذكره ابن طاهر، وغيره وقيل: سعيد بن حريث. انتهى.
"فقال ابن خطل متعلق بأستار الكعبة" وذلك أنه خرج، كما ذكر الواقدي إلى الخندمة ليقاتل على فرس وبيده قناة، فلما رأى خيل الله والقتال دخله رعب حتى ما يستمسك من الرعدة فرجع حتى انتهى إلى الكعبة، فنزل عن فرسه وطرح سلاحه، ودخل تحت أستار الببيت فأخذ رجل من بني كعب سلاحه وفرسه فاستوى عليه وأخبر المصطفى. فقال: "اقتلوه ".
زاد الوليد بن مسلم عن مالك فقتل، أخرجه ابن عائذ، وصححه ابن حبان "وفي حديث سعيد بن يربوع" القرشي، المخزومي، صحابي كان اسمه الصرم، ويقال: أصرم فغيره عليه السلام.