كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 3)
وكان معه مولى يخدمه -وكان مسلما- فنزل منزلا فأمر المولى أن يذبح تيسا ويصنع له طعاما ونام، فاستيقظ ولم يصنع له شيئا، فعدى عليه فقتله، ثم ارتد مشركا، وكانت له فتاتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما الجمع بين ما اختلف فيه من اسمه، فإنه كان يسمى عبد العزى، فلما أسلم سمي عبد الله، وأما من قال: هلال، فالتبس عليه بأخ له اسمه هلال.
وفي أبي داود من حديث مصعب: لما كان يوم الفتح أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
وغيره. قال البرهان: ولا أعرف اسمه.
ووقع عند الواقدي، وتبعه الشامي، من خزاعة، ولا شك في تقديم ابن إسحاق على الواقدي، فلا يتم لنا تجويز العقل أنه أطلق عليه أنصاريا لكونه حليفا لهم "وكان معه مولى يخدمه" قال البرهان هذا المولى لا أعرف اسمه أيضا "وكان مسلما" فرواية ابن إسحاق هذه ظاهرها أنهما اثنان، وعليه جرى كما ترى البرهان.
وأما الواقدي فلم يذكر إلا الرجل الخزاعي وتبعه الشامي واعتمده الشارح فجعل ضمير كان للأنصاري أي: وكان الأنصاري مع ابن خطل خادما له فسمي مولى تجوزا، ومن ثم عبر الكلاعي بأنه كان معه رجل مسلم يخدمه. انتهى.
وهو واضح لو كان الذي اقتصر على واحد نفي الثاني وأيضا، فالذي ذكر الاثنين أوثق ممن ذكر الواحد بل هو متروك فلا يرد له كلام الثقة، فإن زيادة الثقة مقبولة وابن إسحاق صدوق، وقد أقر كلامه اليعمري والعسقلاني وغيرهما غير معرجين على غيره "فنزل منزلا فأمر المولى أن يذبح تيسا ويصنع له طعاما ونام" نصف النهار، "فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا" بعين مهملة من العدوان "عليه فقتله ثم ارتد مشركا" أتى به؛ لأن الردة تكون بغير الشرك الذي هو عبادة الأوثان كالتهود، "و" لأنه "كانت له فتاتان" أمتان "تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم" فهذا سبب إهدار دمه، واختلاف الروايات في قتله فأما الجمع بينه فهو ما علمته "وأما الجمع بين ما اختلف فيه من اسمه" فهو عطف على مقدر وما موصولة، صفة لمحذوف أي الروايات التي اختلفت، في تعيين اسمه "فإنه" بالفاء جواب أما وفي نسخة بحذفها على تقدير فأقول: إنه "كان يسمى عبد العزى، فلما أسلم سمي عبد الله" المسمي له النبي صلى الله عليه وسلم كما في المقدمة وغيرها.
"وأما من قال هلال فالتبس عليه بأخ له اسمه هلال وفي أبي داود" والحاكم "من حديث مصعب" بن سعد بن أبي وقاص، الزهري المدني الثقة، أي عن أبيه لأنه الواقع في أبي داود، لا أنه من مرسل مصعب كما أوهمه المصنف "لما كان يوم الفتح أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم