كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 3)

فليبلغ الشاهد الغائب".
ثم قال: "يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم"؟.
قالوا: خيرا, أخ كريم وابن أخ كريم.
قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
أي: الذي أطلقوا، فلم يسترقوا ولم يؤسروا. والطليق: الأسير إذا أطلق. والمراد بالساعة التي أحلت له -عليه الصلاة والسلام- ما بين أول النهار ودخول وقت العصر، كذا قاله في فتح الباري.
وقد أجاد العلامة أبو محمد الشقراطسي حيث يقول في قصيدته المشهورة:
__________
كما قاله المصنف، تبعا لغيره فلا حاجة للتعسف "فليبلغ" بكسر اللام وسكونها "الشاهد" الحاضر "الغائب" بالنصب مفعول فالتبليغ عنه صلى الله عليه وسلم فرض كفاية، ثم قال: "يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم"؟، وعند ابن إسحاق وغيره ماذا تقولون ماذا تظنون؟ "قالوا: خيرا أخ كريم، وابن أخ كريم" وقد قدرت، "قال" صلى الله عليه وسلم: "فإني أقول كما قال أخي يوسف: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} , اذهبوا فأنتم الطلقاء"، بضم الطاء المهملة وفتح اللام وقاف جمع طليق، "أي الذين أطلقوا" منا عليهم "لم يسترقوا ولم يؤسروا والطليق الأسير إذا أطلق، والمراد بالساعة التي أحلت له عليه الصلاة والسلام ما بين أول النهار", أي من طلوع الشمس "ودخول وقت العصر، كذا قاله في فتح الباري" بمعناه ولفظه في كتاب العلم وفي مسند أحمد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن ذلك كان من طلوع الشمس إلى العصر ونحوه قوله هنا عند أحمد من حديث عمرو، عن أبيه عن جده إنها استمرت من صبيحة يوم الفتح إلى العصر. انتهى.
وحديث الخطبة رواه الشيخان، وغيرهما، وعند كل ما ليس عند الآخر وهي طويلة اقتصر المصنف على ما ذكره فتبعته قال الزهري، ثم نزل صلى الله عليه وسلم ومعه المفتاح فجلس عند السقاية، وذكر الواقدي عن شيوخه أنه كان قد قبض مفتاح السقاية من العباس ومفتاح البيت عن عثمان.
وروى ابن أبي شيبة أنه أتى بدلو من زمزم فغسل منها وجهه ما تقع منه قطرة إلا في يد إنسان إن كانت قدر ما يحسوها حساها وإلا مسح جلده، والمشركون ينظرون، فقالوا: ما رأينا ملكا قط أعظم من اليوم ولا قوما أحمق من القوم، "وقد أجاد العلامة أبو محمد" عبد الله بن أبي زكريا يحيى بن علي "الشقراطسي" نسبة إلى شقراطسة ذكر لي أنها بلدة من بلاد الجريد بإفريقية، قاله أبو شامة "حيث يقول في قصيدته المشهورة" بعدما ساق قصة بدر أتبعها بثمانية

الصفحة 449