كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 3)

........................ ... ... قاتم من عجاج الخيل والإبل
وجحفل قذف الأرجاء ذي لجب ... عرمرم كزهاء الليل منسحل
وأنت صلى عليك الله تقدمهم ... في بهو إشراق نور منك مكتمل
ينير فوق أغر الوجه منتجب ... متوج بعزيز النصر مقتبل
يسمو أمام جنود الله مرتديا ... ثوب الوقار لأمر الله ممتثل
خشعت تحت بهاء العز حين سمت ... بك المهابة فعل الخاضع الوجل
__________
قاتم" مغبر "من عجاج" بمهملة وجيمين غبار "الخيل والإبل" لكثرتهما في ذلك الجيش، "وجعفل" بالجر على أمم أو خوافق أو قاتم "قذف" بفتح القاف والذال المعجمة، وبضمهما أي متباعد "الأرجاء" بالفتح النواحي والأطراف.
"ذي لجب" صوت "عرمرم" كثير "كزهاء" بضم الزاي "السيل" أي قدره وعلى صفته كثرة وسرعة، وفي نسخة كزهاء الليل وأخرى كجناح الليل شبهه بالليل، في سده الأفق وتطبيقه الأرض واسوداده بكثرة السلاح "منسحل" بضم الميم وسكون النون وفتح السين وكسر الحاء المهملتين اسم فاعل أي ماض في سيره ومسرع فيه، كأنه جار "وأنت" مبتدأ "صلى عليك الله" جملة معترضة للاهتمام والخبر "تقدمهم" التقدم المعنوي أي المتقدم عليهم الآمر المطاع فيهم لا الحسنى لأنه قدم الكتائب إمامة ولا يصح ولا باعتبار كتيبته صلى الله عليه وسلم لأن الأنصار، كانوا في مقدمة كتيبته، كما مر "في بهو" حال من فاعل تقدمهم "إشراق نور منك مكتمل" بضم الميم الأولى وكسر الثانية، أي تام "ينير" بضم التحتية أي يضيء النور المذكور "فوق أغر الوجه" أبيضه "منتجب" مختار من أصل نجيب كريم.
"متوج" لابس التاج، وهو الإكليل الذي تلبسه الملوك شبه عصابة تزين بالجوهر، والمعنى أنه مجمل "بعزيز النصر" أي النصر العزيز الذي وعده به ربه. "مقتبل" بكسر الموحدة أي مستأنف للخير مستقبل له وفتحها أي مقابل بذلك "يسمو" بتحتية يعلو "أمام" قدام "جنود الله" جمع جند "مرتديا" حال من ضمير يسمو "ثوب الوقار" العظمة مفعول بإسقاط الخافض، والإضافة بيانية أي تجمل بالوقار بحيث أحاط به كما يشمل الثوب لابسه أو من إضافة المشبه به للمشبه أي مرتديا بالوقار الذي هو كالثوب في ستر ما تحته والإحاطة به "لأمر الله" متعلق بقوله "متمثل" أي عامل به جار في فعله، "على مثاله "خشعت" خضعت حسا ومعنى "تحت بهاء" حسن "العز حين سمت" ارتفعت "بك المهابة" الهيبة أي الإجلال والمخافة، "فعل الخاضع" نصب يخشع على أنه مفعول مطلق، والعامل فيه من معناه "الوجل" الخائف تواضعا لربك وشكرا لنعمائه، فقابلت تلك المهابة بما يفعل الخاشع الخائف.

الصفحة 451