كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 3)
وقد تباشر أملاك السماء بما ... ملكت إذ نلت منه غاية الأمل
والأرض ترجف من زهو ومن فرق ... والجو يزهو إشراقا من الجذل
والخيل تختال زهوا في أعنتها ... والعيس تنثال رهوا في ثنى الجدل
لولا الذي خطت الأقلام من قدر ... وسابق من قضاء غير ذي حول
أهل ثهلان بالتهليل من طرب ... ..........................
__________
وفي نسخة الخائف الوجل جمع بينهما لاختلاف اللفظ تأكيدا للمعنى قال أبو شامة: وهي أحسن، أي: فعلت في زمان نهاية عزك ما يفعله الخائف الوجل، وأما الخضوع فبمعنى الخشوع فالمعنى عليه خشعت خشوعا كخشوع الخاشع ولا يخفى ما فيه "وقد تباشر أملاك السماء" جمع ملك بشر بعضهم بعضا "بما ملكت" بضم الميم، وكسر اللام مشددة، وبفتحهما وخفة اللام "إذا نلت" حيت أعطيت "منه" العز أو الفتح أو الله "غاية الأمل" نهاية المطلوب.
"والأرض ترجف" بضم الجيم تهتز "من زهو" سرور بهذا الجيش، لإزالته ما كان بها من الفساد، "ومن فرق" فزع من صولته ""والجو" ما تحت السماء من الهواء "يزهر" بفتح الهاء يضيء "إشراقا" مصدر، مؤكد من معنى يزهر أو حال من ضميره فمعناه ذا إشراق "من الجذل" بفتح الجيم، والذال المعجمة السرور والفرح متعلق بإشراقا أو بيزهر.
"والخيل تختال" تتبختر في مشيها "زهوا" كبرا وإعجابا فهو غير معنى الزهو في سابقه، فلا تكرار "في أعنتها" جمع عنان بالكسر سير اللجام.
"والعيس" بكسر فسكون الإبل البيض يخالط بياضها شقرة "تنثال" بفتح الفوقية وسكون النون فمثلثة، فلام تنصب من كل جهة "رهوا" بالراء، كما قال أبو شامة والشامي، في النسخ الصحيحة، أي ذات رهو وهو السير السهل كما فسراه، وقال الطرابلسي أي ساكنة أو متتابعة أو سريعة. انتهى.
وكان المراد بسكونها أنها انصبرت مطمئنة بلا فزع وهو بمعنى السير السهل "في ثنى" بكسر المثلثة وفتح النون كأنه جمع ثني بكسر المثلثة وسكون النون، لأن كل جديل له ثني، إلا أنه جمع لم يسمع فكأنه أجرى المذكر مجرى المؤنث.
وفي بعض النسخ بضم المثلثة وكسرها كحلية وحلي "الجدل" بضمتين جمع جديل وهو الزمام المجدول أي المغفور.
ثني الجدل ما انثنى منها على أعناق الإبل أي انعطف والتوى "لولا الذي خطت" أي خطته "الأقلام" فالعائد محذوف كخبر المبتدأ "من قدر" بيان لها "و" من "ساق من قضاء" بيان لسابق "غير ذي حول" بكسر ففتح انتقال، وتغير لقضاء "أهل" بفتحات واللام ثقيلة أي رفع صوته "ثهلان" بمثلثة "بالتهليل" مصدر هلل إذا قال لا إله إلا الله "من طرب" خفة لشدة سروره.