كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 3)
........................ ... وذاب يذبل تهليلا من الذبل
الملك لله هذا عز من عقدت ... له النبوة فوق العرش في الأزل
شعبت صدع قريش بعد ما قذفت ... بهم شعوب شعاب السهل والقلل
قالوا محمد قد زادت كتائبه ... كالأسد تزأر في أنيابها العصل
فويل...................... ... ..........................
__________
"وذاب" سال "يذبل" بفتح التحتية وسكون المعجمة وضم الموحدة واللام "تهليلا" جبنا "من الذبل" بضم المعجمة والموحدة الرماح والمعنى لولا ما سبق من قضاء الله وقدره أن الجماد لا ينطق إلا خرقا للعادة، كتسبيح الحصى في يد المصطفى لرفع ثهلان صوته فهلل الله من الطرب، ولذاب يذبل جزعا وفرقا من الذوابل "الملك لله" ابتداء كلام من الناظم أو منصوب بقول مقدر، حال من ثهلان "أي قائلا الملك لله "هذا" النصر" المبين.
"عز من عقدت" بالبناء للمفعول أي أظهرت "له النبوة" وأفرغت عليه بالفعل "فوق العرش في الأزل" بفتحتين. القدم متعلق بعقدت وفوق العرش حال منه والمراد به مجرد التعظيم لحديث البخاري عن أبي هريرة مرفوعا: "لما قضى الله الخلق كتب كتابا فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي". لا أن النبوة موجودة حقيقة فوقه فلا يرد أن الجمع بين وجودها في الأزل الذي هو القدم قبل وجود الأشياء فلا عرش، ثم وبين كونها فوقه تناقض "شعبت" بفتح المعجمة والمهملة وسكون الموحدة، جمعت وأصلحت "صدع" شق "قريش بعدما قذفت" رمت "بهم شعوب" بفتح المعجمة وضم المهملة علم للمنية لا ينصرف من شعب إذا تفرق، لأنها تفرق الجماعات فشعب من الأضداد بمعنى جمع وفرق "شعاب" بالنصب جمع شعب بالكسر الطريق في الجبل ظرف لقذفت، على أن الباء في بهم زائدة أي قذفهم خوف المنية في الشعاب أو مفعول به على معنى أن شعوب قذفت الشعاب بهم كأنهم في يدها كالحجارة في يد القاذف، فرمت بهم شعاب "السهل والقلل،" أي رءوس الجبال جمع قلة، وهي من كل شيء أعلاه إشارة إلى ما حصل لهم بمنه صلى الله عليه وسلم عليهم وعفوه عنهم من الأمن والاجتماع بعدما تفرق بعضهم من بعض، وانهزموا إلى رءوس الجبال وبطون الدور وكثر القتل فيهم بحيث قال أبو سفيان أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم "قالوا" أهل مكة وغيرهم. "محمد" بترك التنوين للضرورة "قد زادت" كثرت كتائبه".
"كالأسد تزأر" بالهمز تصوت "في أنيابها" حال من فاعل تزأر "العصل" بضم العين والصاد المهملتين جمع أعصل كحمر وأحمر فحركت الصاد اتباعا أو ضرورة وهو الناب الشديد المعوج، فشبه الصحابة في الشدة والصولة بالأسد في حال تصويتها "فويل" يعبر بها عن المكروه