كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 3)

عاذوا بظل كريم العفو ذي لطف ... مبارك الوجه بالتوفيق مشتمل
أزكى الخليقة أخلاقا وأطهرها ... وأكرم الناس صفحا عن ذوي الزلل
وطفت بالبيت محبورا وطاف به ... من كان عنه قبيل الفتح في شغل
والجحفل: الجيش العظيم.
وقذف الأرجاء: أي متباعدها.
واللجب: بالجيم المفتوحة: الضجة من كثرة الأصوات.
__________
"عاذوا" بمعجمة لجئوا "بظل" ستر نبي "كريم العفو ذي لطف" بفتح اللام، والطاء المهملة، وبالفاء اسم لما يبر به "مبارك الوجه" الذات "بالتوفيق مشتمل" أي حاصل له من جميع جوانبه أي حركاته كلها موفقة.
"أزكى" أكثر وأوسع، وأطهر "الخليقة" الخلائق "أخلاقا" جمع خلق السجية "وأطهرها" عطف مساو وسوغه اختلاف اللفظ، أو هو من زكا الزرع نما أو الرجل تنعم فالعطف مغاير "وأكرم الناس صفحا عن ذوي الزلل" بفتحتين التنحي عن الحق، وفي هذا الوصف زيادة على ما فهم من قوله قبل كريم العفو، لأن هذا اسم تفضيل وبعد هذا البيت في القصيد.
زان الخشوع وقار منه في خفر ... أرق من خفر العذراء في الكلل
زان من الزينة، والخفر بفتح المعجمة والفاء شدة الحياء والكلل بكسر الكاف جمع كلة بالكسر هي ستر رقيق يخاط كالبيت يتوقى فيه من البق "وطفت بالبيت" عطف على شعبت "محبورا" مسرورا منعما، "وطاف به من كان عنه قبيل الفتح في شغل" بضم المعجمتين ممنوع من الوصول إليه, وبعد هذا البيت مما يتعلق بالفتح في القصيدة:
والكفر في ظلمات الرجس مرتكس ... ثاو بمنزلة البهموت من زحل
حجزت بالأمن أقطار الحجاز معا ... وملت بالخوف عن خيف وعن ملل
وحل أمن ويمن منك في يمن ... لما أجابت إلى الإيمان عن عجل
وأصبح الدين قد حفت جوانبه ... بعزة النصر واستولى على الملل
قد طاع منحرف منهم لمعترف ... وانقاد منعدل منهم لمعتدل
أحبب بخلة أهل الحق في الخلل ... وعز دولته الغراء في الدول
"والجحفل الجيش العظيم" الزائد على أربعة آلاف قال في المحكم إن كان فيه خيل، "وقذف الأرجاء أي متباعدها" جمع رجا بالقصر كسبب وأسباب "واللجب بالجيم المفتوحة", كما في القاموس وغيره فما في نسخة المضمومة خطأ "الضجة من كثرة الأصوات".

الصفحة 455