كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 3)

والعرمرم: الضخم الكثير العدد.
وقوله: كزهاء الليل: شبهه بالليل في سده الأفق، واسوداده بالسلاح.
والمنسحل: بالحاء المهملة الماضي في سيره يتبع بعضه بعضا.
وقوله: في بهو إشراق: شبه النور الذي يغشاه -عليه الصلاة والسلام- ببهو أحاط به.
والبهو: البناء العالي كالإيوان ونحوه.
والمنتجب: المتخير من أصل نجيب، أي كريم.
والمقتبل: المستقبل الخير.
__________
ولفظ القاموس اللجب محركة الجلبة والصياح "والعرمرم" بفتح العين، والراء المهملتين، وسكون الميم الأولى، والراء المفتوحة "الضخم الكثير العدد، وقوله كزهاء الليل شبهه بالليل في سده الأفق واسوداده بالسلاح" الكثير، "والمنسحل بالحاء المهملة" المكسورة اسم فاعل "الماضي في سيره يتبع بعضه بعضا" يقال انسحلت الناقة انسحالا، أسرعت في سيرها وفي نسخة بدله منسدل ومنسحل أجود في المعنى قاله أبو شامة، "وقوله في بهو إشراق" نور منك مكتمل "شبه النور الذي يغشاه عليه الصلاة والسلام ببهو أحاط به، والبهو البناء العالي كالإيوان ونحوه" فيه أن النور أضيف إليه الإشراق، وللإشراق البهو والمضاف إليه لا يصح أن يشبه بالمضاف مرادا به معناه.
فالمناسب أن يقل شبه جسده الشريف بالبناء المرتفع واستعار له اسمه وأضافه إلى إشراق النور المحيط به ويمكن أنه شبه المحيط به ببناء مرتفع واستعار له اسمه، وأضافه إلى إشراق نور أصحابه الذين حوله، فنوره كالقمر، ونور أصحابه كالنجوم المشرقة مع القمر ويجوز أنه استعار البهو للجيش، وأراد بالنون ما علا ما علاه من البهاء، وإضافة الإشراق إليه من إضافة الصفة للموصوف، والمعنى على هذا وأنت تقدمهم في جيش عظيم كالبناء المرتفع في عدم الوصول إليه وذلك البناء ذو نور مشرق، قاله شيخنا: "والمنتخب المتخير من أصل نجيب أي كريم" والنجيب الكريم ذو الحسب إذا خرج كأبيه في الكرم، ونسبه صلى الله عليه وسلم أزكى الأنساب وأشرفها وفاق هو صلوات الله وسلامه عليه أصوله وغيرهم فوصل إلى ما لا يدانيه غيره فيه.
"والمقتبل المستقبل الخير" على كسر الباء من اقتبل أمره استأنفه واستقبله وبفتحها المقابل بالخير من قولهم رجل قبل الشباب، أي مستأنفه لم ير فيه أثر أكبر لأنه مقابل بالتوجه إليه

الصفحة 456