كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 3)
وعن ابن عمر قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح على ناقته القصواء، وهو مردف أسامة حتى أناخ بفناء الكعبة، ثم دعا عثمان بن طلحة فقال: "ائتني بالمفتاح"، فذهب إلى أمه فأبت أن تعطيه فقال: والله لتعطينه، أو ليخرجن هذا السيف من صلبي، فأعطته إياه، فجاء به النبي صلى الله عليه وسلم فدفعه إليه، ففتح الباب. رواه مسلم.
وروى الفاكهي من طريق ضعيفة، عن ابن عمر أيضا قال: كان بنو أبي طلحة يزعمون أنه لا يستطيع أحد فتح باب الكعبة غيرهم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح ففتحها بيده.
__________
القلم. فإن البخاري في يد المصنف وقد رواه في مواضع منها وهنا وفي الحج "و" صح "عن ابن عمر قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح" وللبخاري في الجهاد يوم الفتح من أعلى مكة "على ناقته القصواء" وهو يقرأ سورة الفتح يرجع صوته بالقراءة كما عند الشيخين، وهو مردف أسامة" بن زيد، وللبخاري في الجهاد والمغازي، ومعه بلال وعثمان بن طلحة، "حتى أناخ بفناء الكعبة ثم" بعدما دخل هو والثلاثة الكعبة وخرجوا كما في رواية الشيخين "دعا عثمان بن طلحة، فقال: "ائتني بالمفتاح". "فذهب إلى أمه" وهي سلافة كما يأتي.
وعند الواقدي أن عثمان أخبر المصطفى أنه عند أمه فبعث إليها فأبت. فقال عثمان: أرسلني أخلصه لك منها فقال: يا أمه ادفعي إليّ المفتاح فإنه صلى الله عليه وسلم أمرني أن آتيه به "فأبت أن تعطيه".
وعند الواقدي، قالت: لا واللات والعزى، لا أدفعه إليك أبدا "فقال": لا لات ولا عزى قد جاء أمر غير ما كنا فيه "والله لتعطينه أو ليخرجن هذا السيف من صلبي".
وفي رواية الواقدي: وإنك إن لم تفعلي قتلت أنا وأخي فأنت قتلتينا ووالله لتدفعنه أو ليأتين غيري فيأخذه منك؟ فأدخلته في حجزتها وقالت: أي رجل يدخل يده هنا؟
وروى عبد الرزاق، والطبراني من جهته من مرسل الزهري فأبطأ عثمان ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره حتى إنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق ويقول: "ما يحبسه فيسعى إليه رجل"، أي: أفيسعى, وجعلت تقول: إن أخذه منكم لا يعطيكموه أبدا، فلم يزل بها، "فأعطته إياه، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدفعه إليه ففتح الباب، رواه مسلم" والبخاري، بنحوه لكن قوله فذهب إلى أمه ... إلخ. من زيادة مسلم فلذا لم يعزه لهما.
قال الحافظ: وظهر من رواية البخاري في المغازي بلفظ: وقال لعثمان ائتنا بالمفتاح فجاءه بالمفتاح ففتح له الباب فدخل أن فاعل فتح في رواية في مسلم هو عثمان المذكور.
"و" لكن "روى الفاكهي من طريق ضعيفة عن ابن عمر أيضا، قال: كانت بنو أبي طلحة يزعمون أنه لا يستطيع أحد فتح باب الكعبة غيرهم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح ففتحها بيده"