كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 3)
في تاريخ مكة: وكان فتح مكة لعشر ليال بقين من شهر رمضان.
__________
وصنف وولي قضاء المالكية بمكة، وأذن له الحافظ العراقي بإقراء الحديث، مات في شوال سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة، قال الحافظ ابن حجر: لم يخلف في الحجاز مثله "في تاريخ مكة" المسمى شفاء الغرام، "كان فتح مكة لعشر ليال بقين من شهر رمضان" سنة ثمان، فبعض مدة القصر فيه وبعضها في شوال، وقد أبعد المصنف النجعة، فهذا لفظ ابن إسحاق في السيرة، وروى الإمام أحمد والترمذي، وقال: حسن صحيح عن الحارث بن مالك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: "لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة".
قال العلماء: يعني بقوله: "لا تغزى على الكفر" قالوا: ونادى مناديه صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يدع في بيته صنما إلا كسره، والكلام في هذه الغزوة الشريفة يطول، ومرام المصنف، رحمة الله عليه، الاختصار فلنتبعه والله تعالى أعلم.
"هدم العزى":
ثم سرية خالد بن الوليد عقب فتح مكة إلى العزى بنخلة، وكانت لقريش وجميع بني.
__________
هدم العزى:
"ثم سرية" خالد بن الوليد" سيف الله الذي صبه الله على الكفار، "عقب فتح مكة" بخمس ليال لا متصلا به، لكن لما قصرت المدة لا سيما مع شغلهم بتعلقات الفتح، أطلق أنه عقبه "إلى العزى" بضم المهملة وفتح الزاي، قال البغوي: اشتقوها من اسم الله تعالى العزيز، وقيل: العزى تأنيث الأعز.
قال مجاهد: هي شجرة.
وقال الضحاك: صنم وضعه سعد بن ظالم الغطفاني لما قدم مكة، ورأى أهلها يطوفون بين الصفا والمروة، فأخذ من كل حجر أو نقلهما إلى نخلة، وسماهم الصفا والمروة، ثم أخذ ثلاثة أحجار فأسندها إلى شجرة فقال: هذا ربكم.
فجعلوا يطوفون بين الحجرين، ويعبدون الحجارة "بنخلةَ" غير مصروف للعلمية والتأنيث.
قال المصنف: وهو موضع على ليلة من مكة، "وكانت" العزى "لقريش وجميع بني