كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 3)

منقلبة عن الواو، فإن نوى فيه المضافَ إليه، وجعله معرفة، كانت الألف في تقديرِ ضمة، ومن جعله نكرة، كانت الألف في تقدير كسرة، كما تكون "عَصا" كذلك.
وكذلك "عالٍ"، و"مُعالٍ"، فهو تامٌّ، إذا كانت نكرة، كان مجرورًا ونوّن، وإذا كان معرفة، حُذف منه التنوين، وكان بالياء، وكانت الضمة فيه منوية. هذا هو القياس.
فأما "بَجَلْ"، فهي اسم من أسماء الأفعال معناها: "اكْتَفِ"، و"اقْطَعْ". وهي مبنية على السكون لوقوعها موقعَ الفعل المبني، وسكنت على مقتضى القياس في كل مبني. وقد يُدْخِلون عليها الكافَ، فيقولون: "بَجَلْكَ"، كما يقولون: "قَطْكَ"، و"قَدْكَ"، إلا أنهم يقولون في إضافته إلى النفس: "بَجَلِي"، ولا يكادون يقولون: "بَجَلنْي" كما يقولون: "قَطنِي". وإنما ذُكرت هاهنا, لأنها في معنَى "حَسْبُ"، فاعرفه.

فصل [أحكام "حيث"]
قال صاحب الكتاب: وشبه "حَيْثُ" بالغايات من حيث ملازمتها الإضافة. ويُقال "حَيْثُ" و"حَوْثُ" بالفتح والضم فيهما, وقد حكى الكسائي: "حَيْثِ" بالكسر. ولا يُضاف إلى غير الجملة, إلا ما روي من قوله [من الرجز]:
631 - أما ترى حيث سهيل طالعاً ... [نجمًا يضيء كالشهاب لامعا]
أي مكان سهيل وقد روى ابن الأعرابي بيتاً عجزه [من الطويل]:
632 - [ونطعنهم حيث الحبي بعد ضربهم ... ببيض المواضي] حيث لي العمائم
¬__________
631 - التخريج: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 3؛ والدرر 3/ 124؛ وشرح شواهد المغني 1/ 390؛ وشرح ابن عقيل ص 385؛ ومغني اللبيب 1/ 133؛ والمقاصد النحوية 3/ 384؛ وهمع الهوامع 1/ 212.
اللغة والمعنى: سهيل: نجم. الشهاب: شعلة نار ساطعة.
الإعراب: "أما": حرف استفتاح. "ترى": فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. "حيث": ظرف مبنى على الضم في محل نصب، متعلق بـ "ترى"، وهو مضاف. "سهيل": مضاف إليه مجرور. "طالعًا": حال منصوبة. "نجمًا": مفعول به منصوب بالفتحة. "يضيء": فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. "كالشهاب": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في قوله "يضيء"، أو متعلق بـ "يضيء". "لامعًا": حال منصوبة.
وجملة "أما ترى ... ": لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "يضيء": في محل نصب نعت لـ "نجما".
والشاهد فيه قوله: "حيث سهيل"، فقد أضاف الظرف "حيث" إلى مفرد، وهذا نادر.
632 - التخريج: البيت للفرزدق في شرح شواهد المغني 1/ 389؛ والمقاصد النحوية 3/ 387؛ وليس في =

الصفحة 113