كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 3)

والمراد: إذا بُلغ ابنُ أبي موسى بلال بلغتِه. وعليه قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (¬1) و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} (¬2). كله بإضمارِ فعلٍ يُفسره الظاهرُ. وأجاز الكوفيون وقوعَ المبتدأ والخبر بعدها لأنها ليست شرطًا في الحقيقة.
* * *
قال صاحب الكتاب: وفي "إذا" معنَى المُجازاة دونَ "إذْ"، إلَّا إذا كُفُتْ، كقول العَباسِ بن مِرْداسٍ [من الكامل]:
636 - إذْما دخلتَ على الرسولِ فقُلْ له ... حَقًّا عَليكَ إذا اطْمَأن المَجْلِسُ
وقد تقعانِ للمُفاجَأة، كقولك: "بَينَا زيدٌ قائم إذ رأى عمرًا"، و"بينما نحن بمكان كذا إذا فلانٌ قد طلع علينا"، و"خرجتُ فإذا زيدٌ بالباب". قال [من الطويل]:
637 - وكنتُ أُرَى زيدًا كما قيلَ سَيدًا ... إذا إنه عَبْدُ القَفا واللهازِمِ
¬__________
(¬1) الإنشقاق: 1.
(¬2) الانفطار: 1.
636 - التخريج: البيت للعباس بن مرداس في ديوانه ص 72؛ وخزانة الأدب 9/ 29؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 93؛ والكتاب 3/ 57؛ ولسان العرب 3/ 476 (أذذ)؛ وبلا نسبة في الخصائص 1/ 131؛ ورصف المباني ص 60؛ والمقتضب 2/ 47.
اللغة: اطمأن المجلس: انقعد.
المعنى: إذا قدمت على الرسول عندما ينعقد المجلس، ووقفت بين يديه، فقل له ما عندك، فقد حق القول عليك.
الإعراب: "إذما": حرف شرط جازم. "دخلت": فعل ماضٍ مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء: ضمير متصل مبنيّ في محل رفع فاعل. "على الرسول": جار ومجرور متعلّقان بالفعل "دخلت". "فقل": الفاء: رابطة لجواب الشرط، و"قل": فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. "له": جار ومجرور متعلّقان بالفعل "قل" "حقًا": مفعول مطلق لفعل محذوف. "عليك": جار ومجرور متعلقان بالمصدر "حقا". "إذا": ظرفية حينية فقدت معنى الشرط متعلقة بالفعل "قل". "اطمأن": فعل ماض مبني على الفتح. "المجلس": فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "إذا ما دخلت فقل ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "دخلت": جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "قل له": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "اطمأن": في محل جر بالإضافة. والشاهد فيه قوله: "إذ ما دخلتَ ... " حيث دخلت "ما" على "إذا" فكَفتها عن الإضافة.
637 - التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 338؛ وتخليص الشواهد ص 348؛ والجنى الداني ص 378، 411؛ وجواهر الأدب ص 352؛ وخزانة الأدب 10/ 265؛ والخصائص 2/ 399؛ والدرر 2/ 180؛ وشرح الأشموني 1/ 138؛ وشرح التصريح 1/ 218؛ وشرح ابن عقيل ص 181؛ وشرح عمدة الحافظ ص 828؛ والكتاب 3/ 144؛ والمقاصد النحوية 2/ 224؛ والمقتضب 2/ 351؛ وهمع الهوامع 1/ 138. =

الصفحة 122