كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 3)

المركبات
فصل [نوعا المركبات]
قال صاحب الكتاب: هي على ضربين: ضرب يقتضي تركيبه أن يبني الإسمان معاً، وضرب لا يقتضي تركيبه إلا بناء الأول منهما. فمن الضرب الأول نحو "العشرة" مع ما نيف عليها, وقولهم: "وقعوا في حيص بيص" (¬1)، و"لقيته كفة كفة" (¬2)، و"صحرة بحرة" (¬3)، و"هو جاري بيت بيت" (¬4)، و"وقع بين بين"، و"آتيك صباح مساء, ويوم يوم"، و"تفرقوا شغر بغر, وشذر مذر, وخذع مذع" (¬5)، و"تركوا البلاد حيث بيث, وحاث باث". ومنه "الخاز باز" والضرب الثاني نحو قولهم: "افعل هذا بادي بدي"، و"ذهبوا أيدي سبا" (¬6)، ونحو: "معد يكرب"، و"بعلبك"، و"قالي قلا" (¬7).
* * *
¬__________
(¬1) هذا مثل، وقد ورد في جمهرة الأمثال 2/ 334؛ ولسان العرب 7/ 9 (بيص)؛ ومجمع الأمثال 1/ 127 الحَيص: الفرار. والبَيص: أصلها البَوص، فقلِبَت الواو ياءً للازدواج، ومعناها الفَوت. يضرب لمن وقع في ضيق أو محنة لا خلاص منها فِرارًا أو فَوْتًا.
(¬2) هذا مثل، وقد ورد في العقد الفريد 3/ 135؛ وكتاب، الأمثال ص 377؛ ولسان العرب 9/ 303 (كفف)؛ والمستقصى 2/ 289 أي: متواجهين، وذلك أن المتلاقيين إذا تلاقيا، فقد كف كل واحد منهما صاحبه عن مجاوزته إلى غيره.
(¬3) هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في كتاب الأمثال ص 377؛ ولسان العرب 4/ 45 (بحر)؛ والمستقصى 2/ 287؛ ومجمع الأمثال 2/ 195.
والمعنى: لقيته خاليًا. وأصل "صحرة" من "الصحراء". وأصل "بحرة" من "البحر" وهو الشقّ والسعة.
(¬4) هذا مثل وقد ورد في لسان العرب 2/ 16 (بيت)؛ وجمهرة الأمثال 1/ 322.
أي: بيته إلى جانب بيتي.
(¬5) هذا مثل، وقد ورد في لسان العرب 5/ 164 (مذر) برواية: "تَفرقتْ إبِلُه شَذَر مَذَرَ" (أو: شذَرَ مِذَرَ). أي: تفرقت في كلّ وجه. وفي مجمع الأمثال 1/ 279: "ذهبوا خِذَع مِذَعَ أو شَعَرَ بَعَرَ".
(¬6) هذا مثل وقد ورد في ثمار القلوب ص 337؛ وزهر الأكم 3/ 16؛ ولسان العرب 1/ 94 (سبأ)، 14/ 370 (سبى)؛ 15/ 426 (يدي)؛ والمستقصى 2/ 88؛ ومجمع الأمثال 1/ 275.
أي: تفرّقوا تفرقا لا اجتماع بعده.
(¬7) قالي قلا: مدينة بأرمينية. (معجم البلدان 4/ 299).

الصفحة 143