كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 3)

بمعديكربَ" إلَّا أنّه لم يلتقِ في آخِرِ "معديكرب" ساكنان، فبقي على سكونه.
ومن قال: "خازَ بازَ" ففَتَحَهما، فإنّه ركّبهما وجعلهما اسمّا واحدًا، وبناهما على الفتح تشبيهًا بـ "خمسةَ عشرَ".
ومن قال: "خازَ بازُ"، فإنّه ركّبهما اسمًا واحدًا، وشَبَّهَه بـ "حضرموت" في لغةِ من أعرب، وقال: "هذا حضرموتُ"، فأعربه كإعرابه، وفَتَحَ الأوّل؛ لأنّه يُنزِّل الثاني من الأوّل منزلةَ تاء التأنيث، وفتح ما قبل الثاني كما يفتح ما قبل تاء التأنيث.
ومن قال: "خازُ بازٍ"، فإنّه أضاف الأوّل إلى الثاني، كما قالوا: "بَعْلَبَكِّ" و"معديكربٍ"، فيمن أضاف، وجعل "كرب" مذكّرًا. وطريقُ إضافة هذه الأسماء طريقُ إضافة الاسم إلى اللقب، نحوِ "قَيْسُ قُفِّةَ"، و"سَعِيدُ كُرْزٍ".
ومن قال: "خازِ باءُ"، فإنّه بناه على "فَاعِلَاء"، وجعل همزتَه للتأنيث مثلَ "قاصِعاءَ"، و"نافِقاءَ".
ومن قال: "خِزْبازٌ"، فإنّه بني منهما اسمًا واحدًا على مثالِ "قِرطاسِ" و"كِرْياسٍ"، فهو معربٌ بوُجوهِ الإعراب كلِّها منصرفٌ.
* * *
قال صاحب الكتاب: والمعاني: ضرب من العشب قال [من الرجز]:
660 - [رعيتها أكرم عودٍ عودا ... الصِّلَّ والصفصل واليعضيدا]
والخاز باز السنم المجودا ... [بحيث يدعو عامرٌ مسعودا]
¬__________
660 - التخريج: الرجز بلا نسبة في الإنصاف 1/ 314.
اللغة: الأصل والصفصل واليعضيد والخازباز: أنواع من النبات. السنم: المرتفع. المجود: المصاب
بماء مطر شديد.
المعنى: تركتها ترعى أفضل النبات عودًا، في أرض ملأى بالصلّ والصفصلّ واليعضيد والخازباز التي طالت وارتفعت لكثرة ما جاءها من مطر شديد، فينادي الراعيان عامر ومسعود أحدهما الآخر لأنه لا يراه من كثافة الزرع.
الإعراب: "رعيتها": فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به أول. "أكرم": مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة، وهو مضاف "عود": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "عودا"،: تمييز منصوب بالفتحة. "الصل": بدل من "أكرم" منصوب بالفتحة. "والصفصل": الواو: للعطف، و"الصفصل": معطوف على منصوب فهو منصوب مثله. "واليعضيدا": لها الإعراب السابق نفسه، والألف: للإطلاق. "والخازباز": الواو: للعطف، و"الخازباز": اسم مبني على الكسر في محلّ نصب، معطوف على "الصلَّ". "السنم": صفة منصوبة بالفتحة. "المجودا": صفة ثانية منصوبة بالفتحة، والألف: للإطلاق. =

الصفحة 155