كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 3)

قال الشارح: للخازِ بازِ معانٍ خمسةٌ على ما ذُكر، حكاها أبو سَعِيد، وهو ضربٌ من العُشْب. أنشد ابن الأعرابيّ [من الرجز]:
رَعَيْتُها أكْرَمَ عُودٍ عُودَا ... الصِّلَّ والصِّفْصِلِّ واليَعْضِيدَا
والخازِ بازِ السَّنِمَ المَجُودَا ... بِحَيْثُ يَدْعُو عامرٌ مَسْعُودَا
عامر ومسعود: راعيان، والصلُّ والصفصلّ: نبتٌ، واليعضيدُ: بقلةٌ، والسَّنِمُ: المرتفعُ، وهو الذي خرجتْ سُنْبُلَتُه، كأنّه يدعوه للفرح بالخِصْب.
وذبابٌ أزرقُ يكون في العُشْب، قال ابنُ أحْمَرَ [من الوافر]:
تَفَقَّأ فَوقَهُ القَلَعُ السَّوارِي ... وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنُونَا
فيحتمل أن يريد بـ "الخاز باز" العشبَ، ويحتمل أن يريد به الذبابَ نفسَه، فإنّه يُقال: "جُنَّ النبتُ"، إذا خرج زَهْرُه، قال [من المتقارب]:
663 - تَبَرَّجَتِ الأرْضُ مَعْشُوقَةً ... وجُنَّ على وجهها كُلُّ نَبْتِ
ويُقال أيضًا: "جُنَّ الذبابُ"، إذا طار وهاج. قال الأصمعي: "الخازِ بازِ": حكايةُ صوت الذباب، وسمّاه به، وقوله: "تَفَقَّأ"، أي: تَشَقَّقَ بمائه، وقوله: "فَوْقَهُ"، أي: فوق الهَجْل، وهو المُطمئنّ من الأرض، أو فوق العُشْب، و"الَقَلعُ": جمعُ "قَلَعَةٍ"، وهي القطعة العظيمة من السَّحاب، و"السَّواري": جمعُ "ساريةٍ"، وهي السحابة تأتي ليلًا.
¬__________
= فيه وجوبًا تقديره: أنت. "اللهازما": مفعول به منصوب بالفتحة، والألف: للإطلاق. "إني": "إنّ": حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب اسم "إنّ"."أخاف": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. "أن": حرف مصدريّ ونصب. "تكون": فعل مضارع ناقص منصوب بالفتحة، واسمها ضمير مستر فيه وجوبًا تقديره: أنت. "لازمّا": خبر "تكون" منصوب بالفتحة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب مفعول به.
وجملة النداء "يا خازبار": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أرسل": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أخاف": في محلّ رفع خبر "إنّ".
والشاهد فيه قوله: "خازباز" حيث جاء به للدلالة على أنه مرض يصيب اللهازم.
663 - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
شرح المفردات: تبرّجت: تزّينت. جنّ: خرج زهره. أي صارت الأرض جميلة، وقد أظهرت زينتها كما تفعل المعشوقة لإرضاء عشيقها، وزهّرت نباتاتها.
الإعراب: "تبرجت": فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث. "الأرض": فاعل مرفوع بالضمّة. "معشوقة": حال منصوب بالفتحة. "وجن": الواو: للعطف، "جنّ": فعل ماضٍ مبني على الفتح. "على وجهها": جارّ ومجرور متعلّقان بـ "جنّ"، و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "كلّ": فاعل مرفوع بالضمّة، وهو مضاف. "نبت": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "تبرجت": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وعطف عليها جملة "جنّ".
والشاهد فيه قوله: "جنّ كلُّ نبت" حيث أراد بها خروج زهر النبات.

الصفحة 157