كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 3)

فصل
قال صاحب الكتاب: وتقول كم غيره لك، وكم مثله لك، وكم خيراً منه لك، وكم غيره مثله لك، تجعل مثله لـ "غيره", فتنصبه نصبه.
* * *
قال الشارح: تقول: "كم غيرَه لك"، و"كم مثلَه لك". كل ذلك جائزٌ، فتكون "كم" في موضعِ مبتدأ، و"لَكَ" الخبرَ، و"غيرَه"، و"مثلَه" ينتصبان بـ "كم" لأنّهما نكرتان، وإن كانا مضافيْن، وقد مضى تفسيرُهما، وكذلك يجوز أن يُفسِّرهما العددُ من نحو "عشرين"، و"ثلاثين" فيما حكاه سيبويه عن يونس (¬1). وتقول": "كم خيرًا منه لك"؛ لأنّ "خيرًا" نكرةٌ، وإن قاربت المعرفةَ. وتقول: "كم غيرَه مثلَه لك"، فتنصب "غيرًا" بـ "كم"، وتنصب "مثلَه" لأنّه صفةٌ لِـ "غيرٍ"، فينتصب انتصابَه.

فصل [أوجه إعراب الاسم بعد "كم" في قول للفرزدق]
قال صاحب الكتاب: وقد ينشد بيت الفرزدق [من الكامل]:
674 - كم عمة لك يا جرير وخالة ... فدعاء قد حلبت عليَّ عشاري
على ثلاثة أوجه: النصب على الاستفهام، والجر على الخبر، والرفع على معنى "كم مرة حلبت علي عماتك".
* * *
¬__________
(¬1) الكتاب 2/ 159.
674 - التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 361؛ والأشباه والنظائر 8/ 123؛ وخزانة الأدب 6/ 458، 489، 492، 493، 495، 498؛ والدرر 4/ 45؛ وشرح التصريح 2/ 280؛ وشرح شواهد المغني 1/ 511؛ وشرح عمدة الحافظ ص 536؛ والكتاب 2/ 72، 162، 166؛ ولسان العرب 4/ 573 (عشر)؛ واللمع ص 228؛ ومغني اللبيب 1/ 185؛ والمقاصد النحوية 4/ 489؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب 1/ 331؛ وشرح الأشموني 1/ 98؛ وشرح ابن عقيل ص 116؛ ولسان العرب 12/ 528 (كمم)؛ والمقتضب 3/ 58؛ والمقرب 1/ 312؛ وهمع الهوامع 1/ 254.
اللغة: الفدعاء: التي اعوجّت أصابعها من الحلب، أو التي اعوجّت مفاصلها. العشار: الناقة التي عمرها عشر أشهر، أو التي أتى عليها عشرة أشهر من زمان حلبها.
المعنى: إنّ لك يا جرير كثيرًا من العمّات والخالات الفدعاوات قد عملن عندي في حلب نوقي، أو في رعي ماشيتي.
الإعراب: تروى "عمّة"، و"خالة": مرفوعتين ومجرورتين ومنصوبتين. فإن رويتهما مرفوعتين، فيجوز في "كم" أن تكون خبرية، أو استفهامية تهكّميّة في محلّ نصب مفعول مطلق، أو ظرف زمان =

الصفحة 178