كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 3)

وقال سحيم [من الوافر]:
703 - وماذا يدري الشعراء مني ... وقد جاوزت حد الأربعين
* * *
قال الشارح: اعلم أنّ من العرب من يجعل إعرابَ ما يُجمع بالواو والنون في النون، وذلك إنما يكون فيما يُجمع بالواو والنون عوضًا من نقصٍ لحِقه، نحو قولك: "سِنُونَ"، و"قُلُون" (¬1)، و"ثُبُون" (¬2). والشيخُ قد أَطلق ها هنا، والحق ما ذكرتُه.
¬__________
= متعلّقان بـ "لعبن". "شيبًا": حال منصوبة. "وشيّبننا": الواو: حرف عطف، و"شيبننا": فعل ماضٍ مبنيّ على السكون، والنون: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل، و"نا": ضمير متّصل مبنيّ في محل نصب مفعول به. "مردًا": حال منصوب.
وجملة "دعاني ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة "إنّ سنينه ... ": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "لعبن ... ": في محل رفع خبر "إن". وجملة "شيّبننا ... ": معطوفة على جملة "لعبن"، فهي مثلها في محل رفع.
والشاهد فيه قوله: "فإنّ سنينه" حيث نصب "سنين" بالفتحة على لغة بعض العرب. ولو عاملها معاملة جمع المذكر السالم لقال: "سنيه"؛ لأنّ نون الجمع تُحْذَف عند الإضافة.
703 - التخريج: البيت لسحيم بن وثيل في إصلاح المنطق ص 156؛ وتخليص الشواهد ص 74؛ وتذكرة؛ النحاة ص 480؛ وخزانة الأدب 8/ 61، 62، 65، 67، 68؛ وحماسة البحتري ص 13؛ والدرر 1/ 140؛ وسرّ صناعة الإعراب 2/ 627؛ وشرح التصريح 1/ 77؛ وشرح ابن عقيل ص 41؛ ولسان العرب 3/ 513 (نجذ)، 8/ 99 (رفع)، 14/ 255 (دري)؛ والمقاصد النحويّة 1/ 191؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 248؛ وجواهر الأدب ص 155؛ وشرح الأشموني 1/ 38، 39؛ والمقتضب 3/ 332؛ وهمع الهوامع 1/ 49.
المعنى: ماذا يريد الشعراء منّي؟ وكيف يمنّون أنفسهم في خديعتي وقد بلغت سنّ الأربعين، وهي سنّ الحنكة والتجربة والاختبار؟
الإعراب: "وماذا": الواو: بحسب ما قبلها، و"ماذا": اسم استفهام مبني في محل نصب مفعول به مقدّم لـ "يدّري"؛ أو "ما": اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ أو خبر مقدّم، و"ذا": اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ "ما" أو مبتدا مؤخّر. "يدّري": فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدّرة على الياء للثقل. "الشعراء": فاعل مرفوع بالضمة. "منّي": جارّ ومجرور متعلّقان بـ"يدّري". "وقد": الواو: حالية، و"قد": حرف تحقيق. "جاوزت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "حدّ": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "الأربعين": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "ماذا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يدّري الشعراء": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، أو ابتدائية لا محل لها من الإعراب إذا أعربنا "ماذا" مفعولًا به. وجملة "قد جاوزت": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "الأربعينِ" حيث أُعرب بالحركاتِ، فجُرّ بالكسرة، ولم يعامل معاملة جمع المذكر السالم الذي هو الأكثر شيوعًا. وقيل: إن كسرة النون، هنا، لغة من لغات العرب، وقيل: كسرت النون على ما هو الأصل في التخلّص من التقاء الساكنين.
(¬1) جمع "قلة"، وهي عودان يلعب بهما الصِّبْيان. (لسان العرب 15/ 199 (قلا)).
(¬2) جمع "ثبَة"، وهي العُصْبة من الفُرسان. (لسان العرب 14/ 107 (تبا)).

الصفحة 227