كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 3)

وقالوا: "يَسارِ" بمعنى المَيْسَرَة، يقال: "أنْظِرْني حتّى يَسارِ"، أي: إلى الميسرة. قال [من الطويل]:
566 - فَقُلْتُ امْكُثِي حتّى يَسارِ لَعَلَّنَا ... نَحُجَّ مَعًا قالتْ: أَعامًا وقابِلَهْ
أي: امكثي إلى ميسرة، فهو عَلَمٌ على هذا اللفظ، وقالوا: "جَمادِ" بمعنى الجمود، يقال للبَخِيل: "جَمادِ له"، أي: لا زال جامدَ الحال، وقالوا: "حَمادِ" بمعنى المَحْمَدَة، قال المتلمِّس [من الوافر]:
567 - جَمادِ لها جَمادِ، ولا تَقُولِي ... لها أَبَدًا إذا ذُكِرَتْ حَمادِ
¬__________
566 - التخريج: البيت لحميد بن ثور في ديوانه ص 117 (الحاشية)؛ وخزانة الأدب 6/ 338؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 317؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 6/ 327؛ والدرر 1/ 96؛ وشرح التصريح 1/ 125؛ ولسان العرب 5/ 296 (يسر).
اللغة: يَسار: اسم مبني على الكسر لأنه معدول عن الميسرة، والميسرة واليسر بمعنى واحد، وهو الغنى. وقابل: قادم، أو مقبل.
المعنى: طلب إلى زوجته أن تنتظر حتى يوسر، فيحجا معًا، فأنكرت عليه ذلك، وقالت: أأنتظر هذا العام، والعامَ القادِم؟
الإعراب: "فقُلتُ": الفاء: بحسب ما قبلها، "قال": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع مُتَحَرك، والتاء فاعل. "امكثي": فعل أمر مبنى على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وياء المؤنثة المخاطبة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل. "حتى": حرف غاية وجر. "يسار": اسم مبني على الكسر في محل جر بحرف الجرح والجار والمجرور متعلقان بالفعل "امكثي". "لعلنا": حرف مشتبه بالفعل، و"نا": اسمه مبني على السكون في محل نصب. "نحج": فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر وجوبا تقديره: نحن. "معا": حال منصوب. "قالت": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث لا محل لها، والفاعل مستتر جوازا تقديره: هي. "أعاما": الهمزة: حرف استفهام، "عاما": مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلق بفعل محذوف، والتقدير: أأنتظر عاما. "وقابِله": الواو: حرف عطف، "قابله": معطوف على (عاما)، والهاء: مضاف إليه محله الجر مبني على الضم وسكن للضرورة.
جملة "قال": بحسب الواو. وجملة "امكثي": مقول القول محلها النصب. وجملة "لعلنا نحج": اعتراضية اعترضت بين الطلب وجوابه لا محل لها من الإعراب. وجملة "قالت": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنتظر": مقول القول محلها النصب.
والشاهد فيه: بناء "يسار" على الكسر, لأنه اسم لليسر معدول عن الميسرة.
567 - التخريج: البيت للمتلمس في ديوانه ص 167؛ وخزانة الأدب 6/ 339، 341؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 232؛ ولسان العرب 3/ 131 (جمد)؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص 74.
اللغة: الضمير في "لها" يعود إلى القرينة، وهي النفس، في بيت سابق. جَمَادِ، وحَمَادِ: اسمان للجمود، والحمد معدولان عن مؤنثين سميا بهما كالجمدة، والحمدة، والجمود في هذا السياق قلة الخير، والحمد كثرته.
المعنى: ادعي لهذه النفس التي انقادت وراء المنكرات بقلة الخير، ولا تدعى لها ما عشت بكثرة الخير.=

الصفحة 53