كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 3)

ونحوهما، وقعت بالمضاف، والمضاف إليه، كما وقعت بالجملة في نحو: "تأبّط شرا"، و"بَرَقَ نَحْرُه". والتسميةُ في "رُوَيْدَكَ" وقعت بالاسم الأول وحدَه، بدليلِ أنّه يقع بعده الظاهرُ، فتقول: "رُوَيْدَ زيدًا"، وليس كذلك هذه الظروفُ.
فأما "حَذَرَكَ"، و"حِذارَك"، فلا أراه من هذا الباب، وإنّما هو من مصادر مضافةٍ إلى ما بعدها، فهي من باب "عَمْرَكَ الله"، و"قَعْدَكَ اللهَ"، وإنّما أوردها ها هنا؛ لأنّ فيها تحذيرا كالتحذير في "وراءَك"، "وأمامَكَ"، ونحوهما، فاعرفه.

فصل [أسماء الأصوات]
قال صاحب الكتاب: ومن الأصوات قول المنتدم والمتعجب: "وي" يقول: "وي ما أغفله! " ويقال "وي لمه". ومنه قوله تعالى: {ويكأنه لا يفلح الكافرون} (¬1) و"ضربه فما قال حس ولا بس"، و"مض": أن يتمطق بشفتيه عند رد المحتاج قال [من الرجز]:
600 - سألتها الوصل فقالت مض
وفي أمثالهم "إن في مض لمطمعا" (¬2)، و"بخ" عند الإعجاب, و"أخ" عند التكره قال العجاج [من الرجز]:
601 - وصار وصل الغانيات أخا
وروى: "كخا". و"هلا" زجر للخيل، و"عدس" للبغل، وبه سمي، و"هَيْدَ" بفتح
¬__________
(¬1) القصص: 82.
600 - التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 5/ 309؛ ولسان العرب 7/ 239 (مضض)؛ وهمع الهوامع 2/ 107؛ وتاج العروس 19/ 61 (مضض)؛ وتهذيب اللغة 11/ 483.
الإعراب: "سألتها": فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. "الوصل": مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة. "فقالت": الفاء: عاطفة، و"قالت": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث لا محل لها من الإعراب."مِضّ": اسم صوت مبني على الكسر في محل نصب مفعول به.
وجملة "سألتها": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قالت": معطوفة على سابقتها لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "مِض" حيث جاء اسم صوت بمعنى "لا".
(¬2) ورد المثل في جمهرة اللغة ص 148؛ وزهر الأكم 1/ 130؛ ولسان العرب 7/ 233 (مضض)؛ ومجمع الأمثال 1/ 51؛ والمستقصى 1/ 413.
وأصل المثل أن يسأل الرجلُ الرجلَ الحاجة فيعوج شفتيه، فكأنّه يطمعه فيها.
601 - التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 280؛ وخزانة الأدب 6/ 426، 427؛ وبلا نسبة في لسان العرب 3/ 3 (أضخ)؛ ومجالس ثعلب 2/ 451. =

الصفحة 87