كتاب شرح المفصل لابن يعيش (اسم الجزء: 3)

فـ "الجىء" الدعاء للشرب، و"الهِيء" الدعاء للعَلَف، يقال: "هَأْهَأْتَ بها" إذا دعوتَها للعلف.
ومن الأصوات "حَلْ"، وهو زجز للناقة، وهو مبنيٌ على السكون؛ لأنه لم يلتق في آخِره ساكنان، فبقي على سكونه، يقال منه: "حَلْحَلْتُ بالناقة" إذا قلت لها: "حَلْ حَلْ"، ويدخله تنوينُ التنكير، فيقال: "حَلٍ". قال رُؤْبَةُ [من الرجز]:
615 - وطُولُ زَجْرٍ بحَلٍ وعاجٍ
وقالوا: "حَبْ" بالحاء غير المعجمة، وهو صوت يُزجَر به الجمل عند البروك، يقولون: "حَبْ لا مَشَيْتَ"، والإحباب في الإبل كالحِران في الخيل، قال الشاعر [من الرجز]:
616 - ضَرْبَ البَعِيرِ السوْءِ إذْ أَحَبا
وهو مبني على السكون؛ لأنّه لم يُوجَد في آخِره ما يُوجِب الحركة.
وقالوا: "هِدَعْ" بكسر الهاء، وفتح الدال، وهو صوت تُسكن به صغارُ الإبل إذا تَفرقت، وهو ساكنُ الآخِر على أصل البناء.
¬__________
= "لا": حرف لتوكيد النفي. "الهيء": اسم معطوف على "الجيء" مجرور بالكسرة. "امتداحيكا": اسم "كان" مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل للمصدر "امتداح"، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به للمصدر، والألف للإطلاق.
جملة "ما كان امتداحيكا على الجيء": بحسب الواو، أو ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "الجيء" على أنه اسم للدعاء إلى الشرب، كما أن "الهيء" دعاء للعلف.
615 - التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص 31.
الإعراب: "وطول": الواو: حرف عطف، "طول": اسم معطوف على اسم مرفوع سابق، مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "زجر": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "بحل": الباء: حرف جر، "حلٍ": اسم صوت في محلّ جرّ بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ "زجر". "وعاج": الواو: حرف عطف، "عاج": اسم معطوف على "حلٍ" مجرور بالكسرة.
والشاهد فيه قوله: "بحلٍ" حيث نوّن الصوت "حل" تنوين تنكير.
616 - التخريج: الرجز لأبي محمَّد الفقعسي (عبد الله بن ربعي) في لسان العرب 1/ 292 (حبب)، 11/ 561 (قفل)؛ وبلا نسبة في الأصمعيات ص 163؛ والمحتسب 1/ 364.
الإعراب: "ضربَ": مفعول مطلق لفعل محذوف (أو متقدّم) منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "البعير": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "السوء": صفة للبعير مجرورة بالكسرة. "إذ": ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بالمصدر: "ضرب". "أحبا": فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، والألف للإطلاق.
جملة "ضربه ضربَ البعير": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أحبا": في محل جرّ مضاف إليه.
والشاهد فيه قوله: "أحبا" حيث صاغ فعلا من الصوت "حب" لزجر الإبل عند البروك.

الصفحة 99