البنوة مقدم على تعصيب الأبوة ، وإن كان ذاك أسبق ، والجد أسبق من الأب ، والأب يسقطه .
ز : قال شيخنا : والصحيح أن الجد يسقط الأخوة ، والأخوات من جميع الجهات ، كما يسقطهم الأب .
وهذا قول أكثر أصحاب رسول الله .
قال أبو محمد بن حزم : هو الثابت عن ابي بكر وعمر وعثمان .
وقال البخاري : وقال أبو بكر ، وابن عباس ، وابن الزبير : الجد أب أب .
وقرأ ابن عباس : ( ^ واتبعت ملة ءابائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) .
ولم يذكر أن أحداً خالف أبا بكر في زمانه .
وأصحاب النبي موافدون ، ويذكر عن عمر وعلي وابن مسعود ، وزيد أقاويل مختلفة .
والدليل على أن الجد أولى من الأخ أن الجد له قرابة إيلاد ، والتعصيب كالأب وهم ينفردون بواحد منهما . وتعصيبة ، فأشبه الأب إذا ازدحمت الفروض ، سقط الأخ دونه ، ولا يسقطه أحد إلا الأب ، والأخ والأخوات يسقطون بثلاثة ، وبجميع له بين الفرض .
ويسقط ولد الأم ، وولد الأب يسقطون بهم بالإجماع إذا استعرت الفروض المال وكانوا عصبة .
وكذلك ولد الأبوين في الشركة عند الأكثرين ، ولأنه لا يقتل بقتل ابن ابنه ، ولا يحد بقذفه ، ولا يقطع بسرقة ماله ، ويجب عليه نفقته ، ويمنع من دفع زكاته إليه كالأب سواء . فدل على قربه . وليس ابن الأب ، وإن نزل يقوم مقام ابنه وكذلك قال ابن عباس ألا يتقي الله زيد يجعل ابن الابن ابنا ، ولا يجعل أبا الأب أبا وليس أبا الأب وإن علا يسقط بني الأخوة . ولو كانوا قرابة الأخ ، والجد واحدة لوجبت أن تكون مساوياً لبني الأخ التساوي رحمة من أوليائه ، والله أعلم .
____________________