كتاب تنقيح التحقيق - العلمية (اسم الجزء: 3)


وقال النسائي : ليس بثقة .
وقال صالح بن محمد الحافظ : ما رأيت أحذق بالكذب منه ، ومن الشاذكوني .
ثم قد حمل أصحابنا هذه الأحاديث على أنهم كانوا يؤاجرون بهذا وبأشياء مجهولة .
ز : وأما حديث مجاهد عن رافع مضطرب ، ولم يخرجه أحد من أئمة الكتب الستة من رواية شريك .
وقد رواه الترمذي من رواية ابن عباس ، والنسائي من رواية أبي عوانة ، كلاهما عن أبي حصين بغير لفظ شريك .
ومجاهد لم يسمع رافعاً ، بل بينهما واسطة ، كما جاء ذلك من غير وجه والله أعلم ، هل سمع منه شيئاً أم لا ؟
وحديث عائشة لم يخرجه أحد منهم وعبد الحميد بن عبد الرحمن هو ابن زيد بن الخطاب ، وهو من الثقات المخرج لهم في الصحيحين .
قال شيخنا الحافظ إمام العصر ووحيد الدهر في معرفة الرجال ، فرحمه الله ، وقدس روحه ، ونور ضريحه : الحماني متأخر عن هذه الطبقة التي فيها رجال هذا الحديث ، وعبيدة ابن مغيث الضبي هو في طبقة كبار الشيوخ .
قال : وعبد الرحمن بن مغراء وثقه بعض الأئمة وضعفه بعضهم .
وفي الجملة : حديث عائشة هو أضعف ، لا يجوز الاحتجاج به لحال عبيدة ، ومحمد ابن حميد .
قال شيخنا ابن تيمية رحمه الله : سياق طرفاً في الثمار التي أصابتها جائحة ، ولم يتمكن من الجذاذ ، فكان معذوراً ، فإذا بلغت كانت من ضمان البائع .
قال : ولهذا لو تلفت بعد تفريطه في القبض كانت من ضمانه .
وفي القدر الزائد الذي تمكن من قبضه يكون من ضمانه على حديث عبد الله بن عمر : مضت السنة أن ما أدركته الصفقة حياً مجموعاً فهو من ضمان المشتري ، فمن جعل
____________________

الصفحة 79