كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (اسم الجزء: 3)

وَقَالَ الشَّاعِر // (من الْخَفِيف) //
(أطْيَبُ الأطيباتَ قتْلُ الأَعادِي ... واخْتيَالٌ عَلى مُتُونِ الجَيادِ)

(وَأَيادٍ تَحْبُو بِهنَّ كَرِيمًا ... إِنَّ عندَ الكَريمِ تزكُو الأَيَادِي)
)
ورسولٌ يَأْتِي بِوَعْدِ حبِيبٍ ... وَحَبِيبٌ يَأُتِي بِلاَ مِيعَادِ)
وَقل الآخر // (من الْخَفِيف) //
(أَطْيبُ الطْيبَاتَِأمْرٌ ونهْىٌ ... لَا يُرَدَّانِ فِي الأمورِ الجِسَامِ)

(وامتطاءُ الخُيُولِ فِي كَنَفِ الأَمنِ ... بِغَيْرَ الإِقدامِ والإِحجامِ)

(وَسماع الصَّهِيلِ فِي لجبِ المَوكبِ ... تحتَ اللِّوَاءِ والأعلامِ)
وَقَالَ الآخر // (من الْخَفِيف) //
(أَطيبُ الأطيباتِ طيبُ الزمانِ ... وندامَى المُنعَّمَاتِ الغَوانِي)

(واحتساءُ العُقارِ فِي غُرَّةِ الصُّبْحِ ... على شَدْوِ مَاهِرَاتِ القِيَانِ)

(وأَمَانٌ مِن الهُمُومِ وَمَالٌ ... لَيْسَ يُفْنِيهِ نَائِبُ الحَدَثَانِ)
وَلَقَد خرج بِنَا الاستطراد إِلَى غير المرد فنعود فَنَقُول وَقدم زِيَاد ابْن أَبِيه على مُعَاوِيَة فَلَمَّا طَال بِهِ الْمجْلس حَدثهُ بِحَدِيث فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة كذبت فَقَالَ زِيَاد مهلاَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فوَاللَّه مَا حللت للْكَلَام حبوة إِلَّا على بيعَة الصدْق وَلم أكذب وحياة الْكَذِب عِنْدِي موت الْمُرُوءَة فاستحياه مُعَاوِيَة وَقَالَ يغْفر الله لَك يَا أخي فَكَأَنِّي أرى بك حَرْب بن أُميَّة فِي جميل شميه وكرم أخلاقه وَحكى عَن مُعَاوِيَة أَنه قعد للنَّاس فِي يَوْم عيد وَوضعت الموائد وَبدر الدَّرَاهِم للجوائز والصلات فجَاء رجل فَقعدَ على كيس دَنَانِير وَالنَّاس يَأْكُلُون فصاح بِهِ الخدم تنحَ فَلَيْسَ لَك هَذَا بِموضع فَقَالَ مُعَاوِيَة دعوا الرجُلَ يجلس حَيْثُ أحبَّ فَأخذ الْكيس وَقَامَ فَلم يَجْسُر أحد أَن يدنو مِنْهُ فَقَالَ الخدم إِنَّه قد نقص من المَال كيس فَقَالَ مُعَاوِيَة أَنا صَاحبه وَهُوَ مَحْسُوب لكم

الصفحة 134