كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (اسم الجزء: 3)

ذُرِّيَّة وَخير النَّاس زَوْجَة وَأفضل النَّاس ابْن عَم أَخُوهُ الساري بِنَفسِهِ يَوْم مُؤْتَة قلت يُرِيد بِهِ جَعْفَر الطيار رَضِي الله عَنْهُمَا وَعَمه سيد الشُّهَدَاء يَوْم أحد وَأَبوهُ الذاب عَن رَسُول الله
وَعَن حوزته وَأَنت اللعين ابْن اللعين لم تزل أَنْت وَأَبُوك تبغيان لرَسُول الله
الغوائل وتجتهدان فِي إطفاء نور الله وتجمعان على ذَلِك الجموع وتبذلان فِيهِ الْأَمْوَال وتؤلبان عَلَيْهِ الْقَبَائِل على ذَلِك مَاتَ أَبوك وَعَلِيهِ خَليفَة والشهيد عَلَيْك من تدني ولجأ إِلَيْك من بَقِيَّة الْأَحْزَاب ورؤساء النِّفَاق وَالشَّاهِد لعَلي أنصاره الَّذين ذكرهم بفضله وَأثْنى عَلَيْهِم من الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار فهم مَعَه كتائب وعصائب يرَوْنَ الْحق فِي أَتْبَاعه والشقاء فِي الْخلَافَة فَكيف بك لَك الويل تعدل نَفسك بعلي وَهُوَ وَارِث رَسُول الله
ووليه وَأَبُو وَلَده وَأولى النَّاس بِهِ اتبَاعا وأقربهم بِهِ عهدَاً يُخبرهُ بسره ويطلعه على أمره وَأَنت عدوه فتمتع فِي دُنياك مَا اسْتَطَعْت بباطنك وليمددك ابْن العَاصِي فِي غوايتك فَإِن أَجلك قد انْقَضى وكبرك قد دهى ثمَّ تبين لَك لمن تكون الْعَافِيَة الْعليا وَاعْلَم أَنَّك إِنَّمَا تكايد رَبك الَّذِي أمنت كَيده ويئست من روحه فَهُوَ لَك بالمرصاد وَأَنت مِنْهُ فِي غرَّة وَالسلام على من اتبع الْهدى فَكتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَة من مُعَاوِيَة بن أبي صَخْر إِلَى الزاري على أَبِيه مُحَمَّد بن أبي بكر أما بعد فقد أَتَانِي كتابك تذكر فِيهِ مَا الله أَهله فِي عَظمته وقدرة سُلْطَانه وَمَا اصْطفى بِهِ رَسُول الله
مَعَ كَلَام كثير فِيهِ لَك تَضْعِيف ولأبيك فِيهِ تعسيف وَذكرت فضل عَليّ بن أبي طَالب وَقدم سوابقه وقرابته من رَسُول الله
ومواساته إِيَّاه فِي كل هول وَخَوف فَكَانَ احتجاجك عَليّ وعيبك لي فضل غَيْرك لَا بِفَضْلِك فَأَحْمَد رَبًّا صرف هَذَا الْفضل عَنْك وَجعله فِي غَيْرك فقد كُنَّا وَأَبُوك مَعًا نَعْرِف فضل عَليّ وَحقه لَازم لنا مبرز علينا فَلَمَّا اخْتَار الله لنَبيه مَا عِنْده وَأتم لَهُ مَا وعده وَأظْهر دَعوته وأفلج حجَّته وَقَبضه إِلَيْهِ كَانَ أَبوك وفاروقه أول من

الصفحة 14