كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (اسم الجزء: 3)

بعلي وَقَالَ البرك أَنا لكم بِمُعَاوِيَة وَقَالَ عَمْرو أَنا لكم بِعَمْرو بن الْعَاصِ واتعدوا أَن يكون الْقَتْل لَيْلَة السَّابِع عشر من رَمَضَان وَكَانَ اجْتِمَاعهم لهَذَا التعاقد بِمَكَّة فَسَار عبد الرَّحْمَن إِلَى عَليّ بِالْكُوفَةِ وَسَار البرك بن عبد الله إِلَى مُعَاوِيَة بِالشَّام وَسَار عَمْرو بن بكر إِلَى عَمْرو بن الْعَاصِ بِمصْر فَلَمَّا دخل ابْن ملجم الْكُوفَة عَازِمًا على ذَلِك وَكَانَ قد اشْترى سَيْفا بِأَلف دِينَار وسقاه السم حَتَّى نفضه وَكَانَ فِي خلال ذَلِك يَأْتِي عليا فيستحمله فيحمله وينشد عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِذا رَآهُ من // (الوافر) //
(أُريدُ حَيَاتهُ ويُريدُ قَتْلِي ... عذَيري من خَلِيلي من مُرادِ)
ثمَّ يَقُول هَذَا وَالله قاتلي قيل فَمَا يمنعك مِنْهُ قَالَ إِنَّه لم يقتلني بعد وَقيل لَهُ إِن ابْن ملجم يسم سَيْفه وَقَالَ إِنَّه سيقتلك قتلة تَتَحَدَّث بهَا الْعَرَب فَبعث إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ تسم سَيْفك قَالَ لعدوي وعدوك فخلي عَنهُ وَقَالَ مَا قتلني بعد وَعَن عبد الله بن مُطِيع قَالَ خَطَبنَا عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ وَالَّذِي فلق الْحبَّة وبرأ النَّسمَة لتخضبن هَذِه من هَذِه فَقَالَ النَّاس أعلمناه لَنَتِرَنهُ ولَنَترن عشيرته قَالَ أنْشدكُمْ بِاللَّه أَن يقتل بِي غير قاتلي وَقعت عين ابْن ملجم على قطام امْرَأَة رائعة جميلَة كَانَت ترى رَأْي الْخَوَارِج كَانَ على قتل أَبَاهَا وأخاها بالنهروان فَخَطَبَهَا ابْن ملجم فَقَالَت لَهُ آلَيْت أَلا أَتزوّج إِلَّا على مهر لَا أُرِيد سواهُ ثَلَاثَة آلَاف وَعبد وقينة وَقتل عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ ابْن ملجم وَالله لقد قصدت قتل عَليّ بن أبي طَالب وَمَا أقدمني هَذَا الْمصير غَيره وَلَكِن لما رَأَيْتُك آثرت تزويجك قَالَت لَيْسَ إِلَّا بِالَّذِي قلت لَك قَالَ لَهَا يغنيني أَو يُغْنِيك قتل عَليّ وَأَنا أعلم أَنِّي إِذا قتلته لم أفلت قَالَت إِن قتلته ونجوت فَهُوَ الَّذِي أردْت ويهنيك الْعَيْش مني وَإِن قتلت فَمَا عِنْد الله خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا فَقَالَ لَهَا لَك مَا اشْترطت فَقَالَت سألتمس من يشد ظهرك فَبعثت إِلَيْهِ بِابْن عَم لَهَا يدعى وردان بن مخالد فأجابها وَلَقي ابْن ملجم شبيب بن بَحر الْأَشْجَعِيّ فَقَالَ يَا شبيب هَل لَك فِي شرف الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ تساعدني على

الصفحة 16