كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (اسم الجزء: 3)

وَكَانَ الْحُسَيْن قد كتب إِلَى أَشْرَاف الْبَصْرَة الْأَحْنَف بن قيس وَالْمُنْذر بن الْحَارِث ومالكِ بن مسمع الْبكْرِيّ ومسعود بن عَمْرو وَقيس بن الْهَيْثَم وود وَعَمْرو بن عبيد الله بن معمر يَدعُوهُم إِلَى الْكتاب وَالسّنة وإماتة الْبِدْعَة وخشي الْمُنْذر أَن يكون دسيساً من عبيد الله بن زِيَاد فَأَتَاهُ بالرسول وَالْكتاب من بَين أَصْحَابه فَقتل الرَّسُول ثمَّ خطب النَّاس وَأخْبرهمْ بولايته الْكُوفَة واستخلافه أَخَاهُ عُثْمَان بن زِيَاد على الْبَصْرَة وتهددهم على الْخلاف بِالْقَتْلِ وَأخذ الْأَدْنَى بالأقصى والقريب بقريبه ثمَّ أَغَذ عبيد الله السّير يسابق الْحُسَيْن إِلَى الْكُوفَة قَالَ الْعَلامَة ابْن خلدون فِي خَمْسمِائَة فَتَخَلَّفُوا عَنهُ شَيْئا فَشَيْئًا وقا الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي اثْنَي عشر رجلاَ حَتَّى دخل الْكُوفَة وَحده وَمر بالمجالس فظنوه الْحُسَيْن فَحَيوا ورحبوا وَهُوَ يسمع وساءه ذَلِك ثمَّ انْتهى إِلَى الْقصر فِي هجيج النَّاس يتبعونه فأغلق النُّعْمَان الْبَاب دونه يَظُنّهُ الْحُسَيْن وَقَالَ مَا أَنا بِمُسلم أمانتي إِلَيْك وَلَا أقاتلك فَدَنَا مِنْهُ عبيد الله وَقَالَ افْتَحْ لَا فتحت فَعرف صَوته وَفتح لَهُ وتفرق النَّاس ثمَّ خطب لولايته ووعد بِالْإِحْسَانِ للمحسن والشدة على الْمُرِيب والعاصي وحذر من الْمُخَالفَة ثمَّ أَخذ العُرَفَاء بِأَن يكتبوا لَهُ الغرباء والحرورية وَأهل الريب وَيضمن كل وَاحِد مَا فِي عرافته وَمن وجد فِي عرافته أحد لم يعرفهُ صلبه على بَاب دَاره ثمَّ نزل عَن الْمِنْبَر وَسمع مُسلم بن عقيل بذلك فَأتى منزل هَانِئ بن عُرْوَة وَكَانَ الْحُسَيْن أمره بالنزول عَلَيْهِ فَاسْتَجَارَ بِهِ فآواه على كره لمكانه خشيَة الْعَاقِبَة وأقامت الشِّيعَة تخْتَلف إِلَيْهِ فِي دَار هَانِئ ودعا ابْن زِيَاد مولى لَهُ وَأَعْطَاهُ مالاَ ودسه عَلَيْهِم ليَأْتِيه بعلمهم فَأَتَاهُ مُسلم بن عَوْسَجَة الْأَسدي وَهُوَ يُصَلِّي بِالْمَسْجِدِ وَكَانَ من كبار دعاتهم فَقَالَ لَهُ أَنا من أهل الشَّام وَأَرَدْت لِقَاء هَذَا الرجل الَّذِي يُبَايع للحسين فاقبض هَذَا المَال وأدخلني عَلَيْهِ أُبَايِعهُ وَإِلَّا فَخذ أَنْت بيعتي قبل لِقَائِه فَأخذ بيعَته وَبَقِي يخْتَلف إِلَيْهِ وَمرض هَانِئ بن عُرْوَة فَأَتَاهُ عبيد الله بن زِيَاد يعودهُ وَحمل أَصْحَاب هَانِئ على الفتك بِابْن زِيَاد فَقَالَ مَا أحب ذَلِك فِي بَيْتِي ثمَّ مرض شريك بن الْأَعْوَر

الصفحة 168