كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (اسم الجزء: 3)

قتل عَليّ بن أبي طَالب قَالَ ثكلتك أمك لقد جِئْت شَيْئا إمراً كَيفَ تقدمُ على ذَلِك قَالَ إِنَّه رجل لَا حرس لَهُ وَيخرج إِلَى الْمَسْجِد منفردَاً دون من يَحْرُسهُ ننتظره حِين يخرج إِلَى الْمَسْجِد فنكمن لَهُ فِي الْمَسْجِد فَإِذا خرج إِلَى الصَّلَاة قَتَلْنَاهُ فَإِن نجونا نجونا وَإِن قتلنَا سعدنا بِالذكر فِي الدُّنْيَا وَالْجنَّة فِي الآخرةَ فَقَالَ لَهُ وَيلك إِن عليا ذُو سَابِقَة فِي الْإِسْلَام مَعَ النَّبِي
وَالله مَا ينشرح قلبِي لقَتله قَالَ وَيلك إِنَّه حكم الرِّجَال فِي دين الله وَقتل إِخْوَاننَا الصَّالِحين فنقتله بِبَعْض من قتل فَلَا تَشكن فِي دينك فَأَجَابَهُ وأْقبلا حَتَّى دخلا على قطام وَهِي معتكفة فِي الْمَسْجِد الْأَعْظَم فِي قبَّة ضربتها لنَفسهَا فدعَتْ لَهُم وَأخذُوا أسيافهم وجلسوا أَمَام السدة الَّتِي يخرج مِنْهَا عَليّ وَكَانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي شهر رَمَضَان الَّذِي قتل فِيهِ يفْطر لَيْلَة عِنْد الْحسن وَلَيْلَة عِنْد الْحُسَيْن وَلَيْلَة عِنْد عبد الله بن جَعْفَر وَلَا يزِيد على ثَلَاث لقم وَيَقُول أحب أَن ألْقى الله وَأَنا خميص وَلما كَانَت اللَّيْلَة الَّتِي قتل فِي صبيحتها أَكثر الْخُرُوج وَالنَّظَر إِلَى السَّمَاء وَجعل يَقُول وَالله مَا كذبت وَلَا كذبت وَإِنَّهَا اللَّيْلَة الَّتِي وعدت فَلَمَّا خرج إِلَى صحن الدَّار قَاصِدا الْخُرُوج إِلَى الْمَسْجِد إِذا أوز يَصِحن فِي وَجهه فطردوهن فَقَالَ دعوهن فَإِنَّهُنَّ نوائح فَخرج إِلَى الصَّلَاة من بَاب السدة فبدره شبيب فَضَربهُ فأخطأه وضربه ابْن ملجم على مَوضِع الصلع من رَأسه وَقَالَ الحكم لله يَا عَليّ لَا لَك وَلَا لأصحابك فَقَالَ عَليّ فزت وَرب الْكَعْبَة لَا يفوتكم الْكَلْب فَشد النَّاس عَلَيْهِ من كل جَانب فَحمل ابْن ملجم عَلَيْهِم بِسَيْفِهِ فاخرجوا لَهُ وتلقاه الْمُغيرَة بن نَوْفَل بقطيفة فَرمى بِهِ عَلَيْهِ ثمَّ احتمله فَرمى بِهِ الأَرْض وَجلسَ على صَدره ثمَّ أوثقوه وَأما شبيب فهرب خَارِجا من بَاب كِنْدَة وَلما أَخذ عبد الرَّحْمَن قَالَ عَليّ احْبِسُوهُ فَإِن مت فَاقْتُلُوهُ وَلَا تمثلوا بِهِ وَإِن لم أمت فَالْأَمْر إِلَيّ فِي الْعَفو وَالْقصاص أخرجه أَبُو عمر وَكَذَا فِي الرياض قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ بَقِي عَليّ يَوْم الْجُمُعَة وَيَوْم السبت وَتُوفِّي لَيْلَة الْأَحَد وَقيل

الصفحة 17