كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (اسم الجزء: 3)

فَدَخَلْنَا منزله فألحفنا فَنمت فَلم أستيقظ إِلَّا بحس الْخَيل فِي الْأَزِقَّة فحملنا إِلَى يزِيد فَدَمَعَتْ عينا حِين رآنا وأعطينا مَا شِئْنَا وَقَالَ إِنَّه سَيكون فِي قَوْمك أَمر فَلَا تدخل مَعَهم فِي شَيْء فَلَمَّا كَانَ من أهل الْمَدِينَة مَا كَانَ كتب مَعَ مُسلم بن عقبَة المُري كتابا فِيهِ أماني فَلَمَّا فرغ مُسلم من الْحرَّة بعث إِلَيّ فَجِئْته وَقد أيقنتُ بالموتِ فَكتبت وصيتي فَرمى إِلَيّ الْكتاب فَإِذا فِيهِ اسْتَوْصِ بعلي ابْن الْحُسَيْن خيرا فَإِن دخل مَعَهم فِي أَمرهم فأمنهُ واعفُ عَنهُ وَإِن لم يكن مَعَهم فقد أصَاب وَأحسن وَقَالَ رزق الله بن عبد الْوَهَّاب الجبائي فِي الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ شعرًا // (من الْكَامِل) //
(رَأْسُ ابنِ بنتِ محمدٍ ووصيِّهِ ... للمسلمينَ عَلَى قَنَاةٍ يُرْفَعُ)

(والمُسْلِمُونَ بمنظرٍ وبمسْمَع ... لَا جازعٌ فيهمْ وَلَا مُسْتَرْجِعُ)

(أيقظْتَ أجفانًا وكنْت أنمتهَا ... وأنمْتَ علينا لم تَكُنْ لَك تَهْجَعُ)

(مَا رَوْضةٌ إلاَّ تمَنَّتْ أَنَّهَا ... لَكَ تربةٌ ولحظِّ قبركَ موضعُ)
وَقَالَ أَحْمد بن عِيسَى الْهَاشِمِي معتذراً عَن الْكحل يَوْم عَاشُورَاء // (من مخلع الْبَسِيط) //
(لَمْ أَكْتَحِلْ فِي صَبَاحِ يَوْمٍ ... أُهْرِقَ فيهِ دَم الحُسَيْنِ)

(إلاَّ لحُزْنٍ وَذَاكَ أنِّي ... سَوَّدتُّ حَتَّى بيَاضَ عَيْنِي)
وَقَالَ بَعضهم فِي مثل مَعْنَاهُ شعرًا // (من مخلع الْبَسِيط) //
(وَلاَئِم لاَمَ فِي اكْتِحَالِي ... يَوْم أراقُوا دَمَ الحُسَيْنِ)

(قُلْتُ دَعُونِي أَحَق عُضْوٍ ... فِيهِ بلُبْسِ السَّوادِ عيْنِي)
وَمِمَّا قَالَ أَبُو حسن الجراز فِي ذَلِك شعرًا // (من الْكَامِل) //
(وَيَعُودُ عَاشُورَاءُ يُذْكِرُنِي ... رُزْءَ الحُسَيْنِ فلَيْتَ لمْ يَعْدِ)

(يَلَيْتَ عَيْنًا فِيهِ قد كُحِلَتْ ... بِمَرَاوِدٍ لَمْ تَخْلُ مِنْ رَمَدِ)

(يوْمٌ سبيلي حينَ أذكُرُهُ ... ألاَّ يدورَ الصَّبْرُ قي خَلَدِي)

(ويداً بِهِ لشماتةٍ خُضِبَتْ ... مقطوعةٌ مِنْ زَنْدِهَا بِيَدِي)

(أما وقَدْ قُتِلَ الحُسَيْنُ بِهِ ... فَأَبُو الحُسيْنِ لأحقُّ بالكَمَدِ)

الصفحة 189