كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 12
واخشوه ، ) وأقيموا ( يعني وأتموا ) الصلاة ولا تكونوا من المشركين ) [ آية : 31 ]
الروم : ( 32 ) من الذين فرقوا . . . . .
يقول : لكفار مكة كونوا من الموحدين لله عز وجل ولا تكونوا : ( من الذين فرقوا دينهم ( يعني أهل الأديان فرقوا دينهم الإسلام ، ) وكانوا شيعا ( يعني أحزاباً في
الدين يهود ونصارى ومجوس وغيره ونحو ذلك ، ) كل حزب لديهم فرحون ) [ آية :
32 ] كل أهل ملة بما عندهم من الدين راضون به .
الروم : ( 33 ) وإذا مس الناس . . . . .
) وإذا مس الناس ضر ( يعني كفار ضر ، يعني السنين ، وهو الجوع ، يعني قحط
المطر عليهم سبع سنين ، ) دعوا ربهم منيبين إليه ( يقول : عز وجل راجعين إليه يدعونه
أن يكشف عنهم الضر ، لقوله تعالى في حم الدخان : ( ربنا اكشف عنا العذاب (
[ الدخان : 12 ] يعني الجوع ) إنا مؤمنون ) [ الآية : 12 ] . قال تعالى : ( ثم إذا أذاقهم منه رحمة ( يعني إذا أعطاهم من عنده نعمة ، يعني المطر ) إذا فريق منهم بربهم يشركون (
[ آية : 33 ] يقول : تركوا توحيد ربهم في الرخاء ، وقد وحدوه في الضر .
الروم : ( 34 ) ليكفروا بما آتيناهم . . . . .
) ليكفروا ( يعني لكي يكفروا ) بما ءاتينهم ( بالذي أعطيناهم من الخير في
ذهاب الضر عنهم ، وهو الجوع ، ثم قال سبحانه : ( فتمتعوا ( قليلاً إلى آجالكم
) فسوف تعلمون ) [ آية : 34 ] هذا وعيد ، ثم ذكر شركهم ، فقال :
الروم : ( 35 ) أم أنزلنا عليهم . . . . .
) أم أنزلنا ( وأم
هاهنا صلة على أهل مكة ، يعني كفارهم ) ) عليهم سلطناً ( يعني كتاباً من السماء
) فهو يتكلم ( يعني ينطق ) بما كانوا به يشركون ) [ آية : 35 ] يعني ينطق بما يقولون
من الشرك . ثم ذكرهم أيضاً ، فقال سبحانه :
الروم : ( 36 ) وإذا أذقنا الناس . . . . .
) وإذا أذقنا الناس ( كفار مكة ) رحمةً ( يعني أعطينا كفار مكة رحمة ، يعني
المطر ) فرحوا بها وإن تصبهم سيئةٌ ( بلاء يعني الجوع أو شدة من قحط سبع سنين
) بما قدمت أيديهم ( من الذنوب ) إذا هم يقنطون ) [ آية : 36 ] يعني إذا هم من المطر
آيسون ، ثم وعظهم ليعتبروا . فقال تعالى :
تفسير سورة الروم من الآية ( 37 ) إلى الآية ( 41 ) .

الصفحة 12