كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 13
الروم : ( 37 ) أو لم يروا . . . . .
) أولم يروا الله يبسط الرزق لمن يشاء ( وذلك حين مطروا بعد سبع سنين ؛
) ويقدر ( على من يشاء ) إن في ذلك لأيتٍ ( يقول : إن في بسط الرزق والفتر لعبرة
) لقوم يؤمنون ) [ آية : 37 ] يعني يصدقون بتوحيد الله عز وجل .
الروم : ( 38 ) فآت ذا القربى . . . . .
) فئاتٍ ( يعني فأعط ) ذا القربى حقه ( يعني قرابة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وحق القرابة والصلة ،
ثم قال سبحانه : ( والمسكين ( يعني السائل حقه أن يتصدق عليه ، ثم قال : ( وابن السبيل ( يعني حق الضيف نازل عليك أن تحسن إليه ) ذلك خير ( يقول : إعطاء الحق
أفضل ) للذين يريدون وجه الله ( من الإمساك عنهم ، ثم نعتهم ، عز وجل ، فقال :
( وأولئك هم المفلحون ) [ آية : 38 ] .
الروم : ( 39 ) وما آتيتم من . . . . .
ثم قال تعالى : ( وما ءاتيتم من رباً ( يقول : وما
أعطيتهم من عطية ) ليربوا في أموال الناس ( يعني تزدادوا في أموال الناس ، نزلت في أهل
الميسر من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، يقول : أعطيتهم من عطية ليلتمس بها الزيادة من الناس ،
)( فلا يربوا عند الله ( يقول : فلا تضاعف تلك العطية عند الله ، ولا تزكوا ، ولا إثم فيه ،
ثم بين الله عز وجل ما يربو من النفقة ، فقال عز وجل : ( وما ءاتيتم من زكوةٍ ( يقول :
وما أعطيتم من صدقة ) تريدون ( بها ) وجه الله ( ففيه الأضعاف ، فذلك قوله عز
وجل : ( فأؤلئك هم المضعفون ) [ آية : 39 ] الواحدة عشرة فصاعداً .
الروم : ( 40 ) الله الذي خلقكم . . . . .
ثم أخبر تبارك وتعالى عن صنعه ليعرف توحيد ، فقال تعالى : ( الله الذي خلقكم ( ولم
تكونوا شيئاً ) ثم رزقكم ثم يميتكم ( عند آجالكم ) ثم يحييكم ( في الآخرة
) هل من شركائكم ( مع الله ، يعني الملائكة الذين عبدوهم ) من يفعل من ذلكم مما (
ذكر في هذه الآية من الخلق والرزق والبعث بعد الموت من يفعل من ذلكم ) من شيءٍ (
ثم نزه نفسه جل جلاله عن الشركة ، فقال : ( سبحانه وتعلى ( يعني وارتفع ) عما يشركون ) [ آية : 40 ] ثم أخبرهم عن قحط المطر في البر ونقص الثمار في الريف يعني
القرى حيث تجري فيها الأنهار إنما أصابهم بتركهم التوحيد ، فقال :
الروم : ( 41 ) ظهر الفساد في . . . . .
) ظهر الفساد في البر والبحر ( يعني قحط المطر ، وقلة النبات في البر ، يعني حيث لا
تجري الأنهار ، وأهل العمود ، ثم قال : ( ظهر الفساد ( يعني قحط المطر ونقص الثمار
في البحر ، يعني في الريف يعني القرى حيث تجري فيها الأنهار ) بما كسبت أيدي

الصفحة 13