كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 16
الروم : ( 51 ) ولئن أرسلنا ريحا . . . . .
) ولئن أرسلنا ريحا ( على هذا النبت الأخضر ) فرأوه ( النبت ) مصفرا ( من البرد
بعد الخضرة ) لظلوا من بعده يكفرون ) [ آية : 51 ] برب هذه النعم ، ثم عاب كفار
مكة ، فضرب لهم مثلاً ، فقال عز وجل :
الروم : ( 52 ) فإنك لا تسمع . . . . .
) فانك ( يا محمد ) لا تسمع الموتى ( النداء
فشبه الكفار بالأموات يقول : فكما لا يسمع الميت النداء ، فكذلك الكفار ولا يسمعون
الإيمان ولا يفقهون ، ثم قال : ( ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ) [ آية : 52 ]
فشبهوا أيضاً بالصم إذا ولوا مدبرين ، يقول : إن الأصم إذا ولى مدبراً ، ثم ناديته لا يسمع
الدعاء ، فكذلك الكافر لا يسمع الإيمان إذا دعى .
الروم : ( 53 ) وما أنت بهادي . . . . .
) وما أنت ( يعني النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ) بهد العمى ( للإيمان يقول : عموا عن الإيمان ) عن
ضللهم ( يعني كفرهم الذي هم عليه ، ثم أخبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فمن يسمع الإيمان ، فقال
سبحانه : ( إن تسمع ( بالإيمان ) إلا من يؤمن بئايتنا ( يعني يصدق بالقرآن أنه جاء من
الله عز وجل ) فهم مسلمون ) [ آية : 53 ] يعني فهم مخلصون بالتوحيد .
تفسير سورة الروم من الآية ) 54 ) إلى الآية ( 57 ) .
الروم : ( 54 ) الله الذي خلقكم . . . . .
ثم أخبرهم عن خلق أنفسهم ليتفكر المكذب بالبعث في خلق نفسه ، فقال عز وجل :
( الله الذي خلقكم من ضعفٍ ( يعني من نطفة ) ثم جعل من بعد ضعفٍ قوةً ( يعني
شدة تمام خلقه ) ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفاً ( يقول : فجعل من بعد قوة الشباب الهرم
) و ) ) جعل ( ( وشيبةً ( يعني الشمط ) يخلق ما يشاء ( يعني هكذا يشاء أن يخلق
الإنسان كما وصف خلقه ، ثم قال : ( وهو ( يعني الرب نفسه جل جلاله
) العليم ( يعني العالم بالبعث ) القدير ) [ آية : 54 ] يعني القادر عليه .
الروم : ( 55 ) ويوم تقوم الساعة . . . . .
ثم قال عز وجل : ( ويوم تقوم الساعة ( يعني يوم القيامة ) يقسم ( يعني يحلف
) المجرمون ما لبثوا ) ) في القبور ( ( غير ساعةٍ ( وذلك أنهم استلقوا ذلك ، يقول الله
عز وجل : ( كذلك كانوا يؤفكون ) [ آية : 55 ] يقول : هكذا كانوا يكذبون بالبعث في

الصفحة 16