كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 17
الدنيا ، كما كذبوا أنهم لم يلبثوا في قبورهم إلا ساعة ،
الروم : ( 56 ) وقال الذين أوتوا . . . . .
) وقال الذين أوتوا العلم والإيمن (
للكفار يوم القيامة : ( لقد لبثتم في كتب الله إلى يوم البعث ( فهذا قول مالك الموت لهم
في الآخرة .
ثم قال : ( فهذا يوم البعث ( الذي كنتم به تكذبون أنه غير كائن ) ولكنكم كنتم لا تعلمون ) [ آية : 56 ] كم لبثتم في القبور ،
الروم : ( 57 ) فيومئذ لا ينفع . . . . .
) فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا ( يعني
أشركوا ) معذرتهم ولا هم يستعتبون ) [ آية : 57 ] في الآخرة فيعتبون .
تفسير سورة من الآية ( 58 ) إلى الآية ( 60 ) .
الروم : ( 58 ) ولقد ضربنا للناس . . . . .
) ولقد ضربنا ( يعني وصفنا وبينا ، ) للناس في هذا القرءان من كل مثلٍ ( يعني من
كل شبه نظيرها في الزمر ، ) ولئن جئتهم ( يا محمد ) بئايةٍ ( كما سأل كفار مكة
) ليقولن الذين كفروا ( للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ) إن أنتم إلا مبطلون ) [ آية : 58 ] لقالوا : ما أنت
يا محمد إلا كذاب ، وما هذه الآية من الله عز وجل ، كما كذبوا في انشقاق القمر حين
قالوا : هذا سحر .
الروم : ( 59 ) كذلك يطبع الله . . . . .
) كذلك يطبع الله ( يقول : هكذا يختم الله عز وجل بالكفر ) على قلوب الذين لا يعلمون ) [ آية : 59 ] توحيد الله عز وجل ، فلما أخبرهم الله عز وجل بالعذاب أنه
نازل بهم في الدنيا كذبوه ، فأنزل الله تبارك وتعالى :
الروم : ( 60 ) فاصبر إن وعد . . . . .
) فاصبر ( يا محمد على تكذيبهم
إياك بالعذاب ، يعزى نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ليصبر ، فقال : فاصبر ) إن وعد الله حق ( يعني صدق ،
بالعذاب أنه نازل بهم في الدنيا ، فقالوا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : عجل لنا العذاب في الدنيا إن كنت
صادقاً ، هذا قول النضر بن الحارث القرشي من بني عبد الدار بن قصي ، فأنزل الله تعالى :
( ولا يستخفنك ) 6 ولا يستفزنك في تعجيل العذاب بهم ) الذين لا يوقنون ) [ آية :
60 ] بنزول العذاب عليهم في الدنيا ، فعذبهم الله عز وجل ، ببدر حين قتلهم وضربت
الملائكة وجوههم وأدرباهم ، وعجل الله أرواحهم إلى النار ، فهم يعرضون عليها كل يوم
طرفي النهار ما دامت الدنيا ، فقتل الله النضر بن الحارث ببدر ، وضرب عنقه علي بن أبي
طالب ، رضي الله عنه .