كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 24
تفسير سورة لقمان من الآية ( 19 ) إلى الآية ( 20 ) .
لقمان : ( 29 ) ألم تر أن . . . . .
) ألم تر ( يا محمد ) أن الله يولج اليل في النهار ويولج النهار في اليل ( يعني
انتقاض كل واحدٍ منهما من صاحبه حتى يصير أحدهما خمس عشرة ساعة والآخر سبع
ساعات ) وسخر الشمس والقمر ( لبني آدم ) كلٌ يجزى إلى أجلٍ ( وهو الأجل
ال ) مسمى وأن الله بما تعملون ( فيهما ) خبير ) [ آية : 29 ] .
لقمان : ( 30 ) ذلك بأن الله . . . . .
) ذلك ( يقول : هذا الذي ذكر من صنع الله ، والنهار والشمس والقمر ) بأن الله ( جل جلاله ) هو الحق ( وغير باطل يدل على توحيده بصنعه ، ثم قال تعالى :
( وأن ما يدعون ( يعني يعبدون ) من دونه ( من الآلهة هو ) الباطل ( لا تنفعكم
عبادتهم وليس بشئ ، ثم عظم نفسه عز وجل ، فقال سبحانه : ( وأن الله هو العلي (
يعني الرفيع فوق خلقه ) الكبير ) [ آية : 30 ] فلا أعظم منه ، ثم ذكر توحيده
وصنعه ، فقال سبحانه :
تفسير سورة لقمان من الآية ( 31 ) إلى الآية ( 32 ) .
لقمان : ( 31 ) ألم تر أن . . . . .
) ألم تر أن الفلك ( السفن ) تجري في البحر ( بالرياح ) بنعمت الله ( يعني برحمة
الله عز وجل ) ليريكم من ءايته ( يعني من علاماته ، وأنتم فيهن ، يعني ما ترون من
صنعه وعجائبه في البحر والابتغاء فيه الرزق والحلى ) إن في ذلك ( الذي ترون في
البحر ) لايت ( يعني لعبرة ) لكل صبار ( على أمر الله عز وجل عند البلاء في
البحر ) شكور ) [ آية : 31 ] لله تعالى في نعمه حين أنجاه من أهوال البحر ، ثم قال عز
وجل :
لقمان : ( 32 ) وإذا غشيهم موج . . . . .
) وإذا غشيهم ( في البحر ) موج كالظلل ( يعني كالجبال ) دعوا الله مخلصين له (
يعني موحدين له ) الدين ( يقول : التوحيد ) فلما نجهم ( من البحر ) إلى البر فمنهم مقتصد ( يعني عدل في وفاء العهد في البر ، فيما عاهد الله عز وجل عليه في البحر من