كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 25
التوحيد ، يعني المؤمن ، ثم ذكر المشرك الذي وحد الله في البحر حين دعاه مخلصاً ، ثم
ترك التوحيد في البر ونقض العهد ، فذلك قوله عز وجل : ( وما يجحد بئايتنا ( يعني
ترك العهد ) إلا كل ختار ( يعني غدار بالعهد ) كفور ) [ آية : 32 ] لله عز وجل
في نعمه في تركه التوحيد في البر .
تفسير سورة لقمان فقط من الآية وإلى الآية ( 22 ) .
لقمان : ( 33 ) يا أيها الناس . . . . .
) يا أيها الناس اتقوا ربكم ( يقول الله تعالى : وحدوا ربك ) واخشوا يوما ( يخوفهم
يوم القيامة ) لا يجزى ( يعني لا يغنى ) والد عن ولده ( شيئاً من المنفعة ، يعني
الكفار ) ولا مولود هو جاز ( يعني هو مغن ) عن والده شيئا ( من المنفعة ) إن وعد الله حق ( في البعث أنه كائن ) فلا تغرنكم الحيوة الدنيا ( عن الإسلام ) ولا يغرنكم بالله الغرور ) [ آية : 33 ] يعني الباطل ، وهو الشيطان يعني به إبليس .
تفسير سورة لقمان فقط من الآية وإلى الآية ( 24 ) .
لقمان : ( 34 ) إن الله عنده . . . . .
) إن الله عنده علم الساعة ( نزلت في رجل اسمه الوارث بن عمرو بن حارثة بن
محارب من أهل البادية آتى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : إن أرضنا أجدبت فمتى الغيث ؟ وتركت
امرأتي حبلى فماذا تلد ؟ وقد علمت أين ولدت ، فبأي أرض أموت ؟ وقد علمت ما
عملت اليوم ، فما أعمل غداً ؟ ومتى الساعة ؟ فأنزل الله تبارك وتعالى في مسألة المحاربي :
( إن الله عنده علم الساعة ( يعني يوم القيامة لا يعلمها غيرها ، ) وينزل الغيث ( يعني
المطر ، ) ويعلم ما في الأرحام ( ذكراً ، أو أنثى ، أو غير سوى ، ) وما تدري نفس ( بر ،
وفاجر ، ) ماذا تكسب غدا ( من خير وشر ، ) وما تدري نفس بأي أرض تموت ( في
سهل ، أو جبل ، في بر ، أو بحر ، ) إن الله عليم خبير ) [ آية : 34 ] بهذا كله مما ذكر
في هذه الآية ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) :
أين السائل عن الساعة ' ؟ فقال المحاربي : ها أنذا ، فقرأ
عليه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هذه الآية .

الصفحة 25