كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 28
السجدة : ( 10 ) وقالوا أئذا ضللنا . . . . .
) وقالوا أءذا ضللنا ( يعني هلكنا ) في الأرض ( وكنا تراباً ) أءنا لفي خلقٍ جديد (
إنا لمبعوثون خلقا جديداً بعد الموت ، يعنون البعث ، ويعنون كما كنا تكذيباً بالبعث
نزلت في أبي بن خلف ، وأبي الأشدين اسمه أسيد بن كلدة بن خلف الجمحى ، ومنبه
ونبيه ابني الحجاج ، يقول الله عز وجل : ( بل ( نبعثهم ، نظيرها في ق والقرآن ، ثم
قال : ( هم بلقاء ربهم ( يعني بالبعث ) كفرون ) [ آية : 10 ] لا يؤمنون .
السجدة : ( 11 ) قل يتوفاكم ملك . . . . .
) قل يتوفكم ملك الموت الذي وكل بكم ( يزعمون أن اسمه عزرائيل ، وله أربعة
أجنحة جناح بالمشرق ، وجناح بالمغرب ، وجناح له في أقصى العالم من حيث تجئ الريح
الدبور ، وجناح له في أقصى العالم من حيث تجئ الريح الصبا ، ورجل له بالمشرق ،
ورجله الأخرى بالمغرب ، والخلق بين رجليه ورأسه في السماء العليا وجسده ، كما بين
السماء والأرض ، ووجهه عند ستر الحجب ، ) ثم إلى ربكم ترجعون ) [ آية : 11 ] بعد الموت أحياء فيجزيكم بأعمالكم .
السجدة : ( 12 ) ولو ترى إذ . . . . .
) ولو ترى ( يا محمد ) إذ المجرمون ( يعني عز وجل كفار مكة ) ناكسوا
رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا ( إلى الدنيا ) نعمل صلحاً إنا موقنون (
[ آية : 12 ] بالبعث . يقول الله جل ثناؤه :
السجدة : ( 13 ) ولو شئنا لآتينا . . . . .
) ولو شئنا لآتينا ( يعني لأعطينا ) كل نفس ( فاجرة ) هداها ) يعني بياتها ) ولكن حق القول مني ( يعني وجب العذاب
منى ) لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) [ آية : 13 ] يعني كفار الإنس
والجن جميعاً ، والقول الذي وجب من الله عز وجل لقوله لإبليس يوم عصاه في السجود
لآدم ، عليه السلام : ( لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ) [ ص : 85 ] ،
فإذا أدخلوا النار ، قالت الخزنة لهم :
السجدة : ( 14 ) فذوقوا بما نسيتم . . . . .
) فذوقوا ) ) العذاب ( ( بما نسيتم ( يعني بما تركتم
الإيمان ب ) لقاء يومكم هذا ( يعني البعث ) إنا نسينكم ( تقول الخزنة : إنا
تركناكم في العذاب ) وذوقوا عذاب الخلد ( الذي لا ينقطع ) بما كنتم تعملون (
[ آية : 14 ] من الكفر والتكذيب .
تفسير سورة السجدة من الآية ( 15 ) إلى الآية ( 18 )

الصفحة 28