كتاب تفسير مقاتل بن سليمان - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 36
كلا ، يعني عيالاً ، فأنا أحق به ، ومن ترك مالاً فللورثة ' . ثم قال عز وجل : ( وأزواجه
أمهتهم ( ولا يحل لمسلم أن يتزوج من نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) شيئاً أبداً ، ثم قال عز وجل :
( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب الله ( يعني في المواريث ) من المؤمنين ( يعني الأنصار ، ثم قال : ( والمهجرين ( الذين هاجروا إليهم بالمدينة ،
وذلك أن الله تعالى أراد أنت يحرض المؤمنين على الهجرة بالمواريثا ، فلما نزلت هذه الآية
ورث المهاجرون بعضهم بعضاً على القرابة ، فإن كان مسلماً لم يهاجر لم يرثه ابنه ولا
أبوه ولا أخوه المهاجر ، إذا مات أحدهما ولم يهاجر الآخر .
) إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا ( يعني إلى أقربائكم أن توصوا لهم من الميراث
للذين لم يهاجروا من المسلمين ، كانو ا بمكة أو بغيرها ، ثم قال : ( كان ذلك في الكتاب مسطورا ) [ آية : 6 ] يعني مكتوباً في اللوح المحفوظ أن المؤمنين أولى ببعض
في الميراث من الكفار ، فلما كثر المهاجرون رد الله عز وجل المواريث على أولى الأرحام
على كتاب الله في القسمة إن كان مهاجراً ، أو غير مهاجر ، فقال في آخر الأنفال :
( وأولو الأرحام ( من المسلمين ) بعضهم أولى ببعض ( مهاجر ، وغير مهاجر في
الميراث ) في كتاب الله إن الله بكل شيءٍ عليمٌ ) [ الأنفال : 75 ] ، فنسخت الآية
التي في الأنفال هذه الآية التي في الأحزاب .
الأحزاب : ( 7 ) وإذ أخذنا من . . . . .
) وإذ أخذنا من النبين ميثاقهم ومنك ( يا محمد ) ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ( فكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أولهم في الميثاق وآخرهم في البعث ، وذلك أن الله تبارك وتعالى
خلق آدم ، عليه السلام ، وأخرج منه ذريته ، فأخذ على ذريته من النبين أن يعبدوه ولا
يشركوا به شيئاً ، وأن يدعوا الناس إلى عبادة الله عز وجل ، وأن يصدق بعضهم بعضاً ،
وأن ينصحوا لقومهم ، فذلك قوله عز وجل : ( وأخذنا منهم ميثقاً غليظاً ) [ آية : 7 ]
الذي أخذ عليهم ، فل نبي بعثه الله عز وجل صدق من كان قبله ، ومن كان بعده من
الأنبياء ، عليهم السلام .
الأحزاب : ( 8 ) ليسأل الصادقين عن . . . . .
يقول عز وجل : ( ليسئل الصادقين عن صدقهم ( يعني النبين ، عليهم السلام ، هل
بلغوا الرسالة ) وأعد للكفرين ( بالرسل ) عذابا أليما ) [ آية : 8 ] يعني وجيعاً .
تفسير سورة الأحزاب من الآية ( 9 ) إلى الآية ( 15 ) .

الصفحة 36